يبدو أن لاعبات المنتخب المغربي النسوي ،اللواتي اقتربن من تحقيق انجاز غير مسبوق يتمثل في التتويج بكاس أمم افريقيا السيدات عندما ينازلن مساء غد السبت بالرباط في المباراة النهائية منتخب جنوب افريقيا ، قد خطفن قلوب و أفئدة المغاربة ذكورا و اناثا شيبا و شبابا ،لما آبن عنه طيلة هذه المسابقة من رباطة جأش و قتالية في الدفاع عن الألوان الوطنية امام اعتد المنتخبات النسوية الافريقية وبالتالي فاجأن الجميع بمستوى متميز مكنهن من المضي قدما لرفع التحدي المتمثل في انتزاع التاج الافريقي .
و بعد أن حققت لبؤات الاطلس الهدف الأول من نسخة كأس أمم افريقيا – المغرب 2022 ، بحجز بطاقة التأهل إلى مونديال 2023 بأستراليا ونيوزيلندا، يتبقى الهدف الثاني، المرتبط بالولوج الى اعلى درج في منصة التتويج باللقب القاري الذي بات قريب المنال ، وهو الامر التي تعيه جيدا الجماهير المغربية العاقدة العزم على توفير كل اشكال الدعم لزميلات غزلان الشباك لبلوغ طموحهن المشروع في اعتلاء عرش كرة القدم الافريقية عن جدارة و استحقاق .
فتعبيرا عن تعاطفهم و مساندتهم المطلقة للمنتخب الوطني المغربي النسوي في مباراته الحاسمة التي ستجرى على ارضية ملعب المجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط ، يقبل المواطنون المغاربة من مختلف الاعمار وخاصة النساء على اقتناء أقمصة لبؤات الاطلس من المحلات التجارية المتواجدة سواء في المساحات الكبرى أو الشوارع او المحجات الرئيسية وكذا في الأسواق الشعبية التي تزينت واجهاتها باللونين الأخضر و الأحمر، حتى يشكلون في المدرجات اللاعب رقم 12 . و تمظهر هذا التعاطف و الحب الذي تكنه الجماهير المغربية للبؤات الاطلس من خلال جولة في مدينة الرباط التي تحتضن العرس الافريقي حيث يلاحظ اقبال غير مسبوق على شراء أقمصة المنتخب الوطني النسوي التي تحمل أرقام وأسماء لبؤات الاطلس علاوة على الألبسة الرياضية الأخرى والقبعات و الاعلام رمز الوحدة الوطنية بامتياز.
ويقول أحد الباعة في حي السويقة بالمدينة العتيقة في الرباط إن الملابس الأكثر مبيعا خلال الأيام الأخيرة هي أقمصة المنتخب الوطني النسوي وخاصة من لدن الفتيات والامهات في مشهد لم نعتد عليه من قبل ، مبرزا أن الاثمان تتراوح بين 150 الى 600 درهم بحسب الجودة .
و أضاف انه مع الأجواء الصيفية التي نعيشها حاليا يلاحظ اقبال على هذه الاقمصة من قبل افراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج وكذا حتى بعض السياح الأجانب ، حيث يسأل الجميع على الاقصمة التي تحمل أسماء لاعبات المنتخب المغربي النسوي وفي مقدمتهم العميدة غزلان الشباك و حارسة المرمى خديجة الرميشي و المتألقتين فاطمة تاكناوت و سناء مسودي.
وهناك من فضل ارتداء قميص اللاعبة روزيلا عيان ، حيث تقول جيهان وهي طالبة جامعية “صحيح أن روزيلا أهدرت العديد من فرص التسجيل ، ولكننا ندعمها بتضامننا وحبنا وتشجيعنا لها كشابة مغربية طموحة مزدوجة الجنسية فضلت الدفاع عن الوان المغرب بكل تفان ، متوقعة ان روزيلا ستكون لها الكلمة الفصل خلال المباراة النهائية على غرار السياريو الذي جرى خلال دور النصف امام منتخب نيجيريا حينما سجلت روزيلا ضربة الترجيح الأخيرة التي فتحت باب التأهل امام المنتخب المغربي للمباراة النهائية .
ويبرر العديد من المواطنين ،و غالبيتهم من الشباب ذكورا واناثا إقبالهم على شراء قمصان المنتخب الوطني النسوي والأعلام الوطنية و القبعات الحمراءو الخضراء بالرغبة في معايشة الحدث و تقاسم اللحظة التاريخية و ترسيخها في ذاكرتهم ، معبرين في هذا السياق عن الامل في ان تحقق لبؤات الأطلس الفوز باللقب الذي سيشعل فتيل فرحة عفوية عارمة يرغب جميع المغاربة المشاركة فيها و تقاسمها و تخليدها .
و يؤكدون انه مع انطلاق العد العكسي لهذه المباراة الحاسمة ، ينتابهم إحساس الانتماء الى الوطن ، خاصة عند مشاهدة الجماهير المغربية التي تأتي من مختلف ربوع المملكة وارجاء العالم ،وهي تؤثث مدرجات ملعب المجمع الرياضي الامير مولاي عبد الله ،حيث ستردد الحناجر بصوت واحد تقشعر له الأبدان النشيد الوطني و شعار الله الوطن الملك ،وهو ما يؤكد أن حب المغاربة سواء لاسود الاطلس او لبؤات الاطلس هو فوق كل اعتبار و لا يقاس بثمن.
ويتوقع ان تشهد المباراة النهائية حضورا جماهيرا غير مسبوق بعدما قررت السلطات والجامعة الملكية لكرة القدم، إتاحة الفرصة للجماهير المغربية بالدخول مجانا إلى الملعب لتشجيع لبؤات الأطلس، حيث ينتظر تجاوز عدد الحضور سقف 50 ألف متفرج سيخلقون الحدث خلال المباراة بتشجيعاتهم وأهازيجهم المتواصلة دعما للبؤات الأطلس طيلة أطوار المباراة، وسط حضور نسائي لافت، سيؤرخ لا محالة لمحطة وضاءة في تاريخ كرة القدم المغربية .