يبدو أنّ “المغرب” و “موريتانيا”، مُصمّمينِ على ضخِّ دِماءٍ جديدة لعلاقاتهما، بعد سنواتٍ من القطيعة وعدم استثمار التّقارُب الحاصل بينهما، ما دفع بالبلدان إلى التّفكير مليّاً في فتحِ نقاشٍ جادٍّ لمحاربة الإرهاب، وحركة المرور في معبر “الكركرات” الذي عرف عرقلةً واضحةً أصبحت تُعيق عدداً من التّعامُلات .
وفقاً لذلك، يُنتظرُ أن يحُلَّ وفد موريتاني برئاسة المدير العام للأمن الوطني، “محمد ولد مكت” هذا الأسبوع بـ”المغرب”، حيث تسعى الحكومتان الموريتانيّة والمغربيّة، إلى العمل على تقوية تدابير المراقبة الأمنيّة في المعبر البرّي الحدودي المُشترك “الكركرات”، ما يطرحُ التّساؤل حول مدى اسهام هذا اللّقاء في الخروج بحلول تضمن العبور السّلس في المنطقة .
واستثماراً لذات اللّقاء، يضع الوفد الذي يضم -أيضاً- مدير أمن الدّولة المفوّض الإقليمي “القاسم ولد سيدي محمد”، ومدير الشّرطة القضائيّة “محمد ولد الدن ولد اسيساح”، على قائمة برنامج زيارته، آليات تعاون ثنائي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة، حسب ما أوردته مصادِر مُتطابقة تناولت نفس الخبر . وارتباطاً بما تعرفه “الرباط”، فـ”نواكشوط” هي الأخرى تتأثّر بشدّة كُلّما انقطعت حركة المرور التي تعرفها المنطقة بكثرة، تبعاً لأسباب مختلفة، فيما ترتفع أسعار المنتجات القادمة من “المغرب” في السّوق المحليّة، بينما تظل وتيرة الحركة ضعيفة في مركز “تندوف-زويرات” الحدودي بين “الجزائر” و”موريتانيا”، الذي تمَّ افتتاحهُ في غشت 2018، علماً أنّ الهدف من إنشاءه يرتكز على خلق مسار منافس لمعبر “الكركرات” .
حريٌّ بالذّكر، أنّ معبر “الكركرات”، يشهدُ بين الفينة والأخرى عرقلة لحركة المرور من موالين لجبهة “البوليساريو”، كان آخرها خلال شهر يناير الجاري حينما هدّد أشخاص بمنع “رالي افريكا”؛ “ايكو رايس” من العبور باتّجاه “موريتانيا” .