ضمن سياق ردود الفعل الإقليمية التي تلت العملية العسكرية المغربية لتأمين معبر الكركارات، الذي أغلق من قبل عناصر البوليساريو، أمام حركة تنقل الأفراد والشاحنات، جددت روسيا موقفها الرافض لأي حرب في الصحراء والعودة للحل السياسي لنزع فتيل الأزمة.
وجاء على لسان السفير الروسي بالرباط، “فاليريان شوفايف“، في تصريح صحفي، أن موقف بلاده بخصوص ملف الصحراء “واضح تماماً ومبدئي منذ بداية النزاع الإقليمي”، مشيرا إلى أن موسكو تدعم إيجاد “تسوية مقبولة وعادلة لهذا النزاع الذي استمر طويلاً، وذلك على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
وشدد السفير الروسي، أنه “ليس هناك أي حل لهذا النزاع إلا عبر الحل السياسي التفاوضي. ولذلك، فنحن ندعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة، ورحبنا بقوة بالمبادرات السابقة للمبعوث الخاص هورست كولر بخصوص ترتيب طاولات مستديرة في جنيف بين أطراف النزاع، بحضور الطرفين الإقليمين الجزائر وموريتانيا باعتبارهما دولتين جارتين”.
داعياً إلى الإسراع في تعيين مبعوث أممي جديد، مشدداً على أن استمرار الجهود السياسية يخدم تهدئة الأوضاع على الساحة ويشجع كل الأطراف من أجل المساهمة في إيجاد حل لهذا النزاع.
وتابع السفير الروسي : “نحن خائفون بشأن الركود في العلمية السياسية، ومقتنعون بأن هذا الوضع لا يخدم تسوية النزاع”، وزاد أن ما جرى في معبر الكركرات هو “نتيجة جمود العملية السياسية”.
وحول تصاعد التوتر بين المغرب والجزائر وإمكانية نشوب حرب بين البلدين، قال فاليريان شوفايف إنه كسفير في المغرب والأمر نفسه بالنسبة لزميله الروسي في الجزائر لا بد أن يقوما بما في وسعهما لتفادي وقوع هذا الاحتمال.
وشدد المتحدث على أن الدور الروسي يكمن فقط في دعوة المغرب والجزائر إلى القيام بالجهود المناسبة لتحسين العلاقات الثنائية بينهما، وقال: “اقتناعي الشخصي بأن تحسين العلاقة بين البلدين الكبيرين (المغرب والجزائر) في شمال إفريقيا يخدم الجميع، ويخدم أيضا الاستقرار الإقليمي وحتى الاستقرار العالمي”.
إلى ذلك يذل موقف الرباط واضحاً بخصوص السيادة على الصحراء، كما تقترح الرباط حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي لاجئين من الإقليم المتنازع عليه.