غصّت شوارع العاصمة الجزائريّة والعديد من المُدُن الأخرى، بمئات الآلاف من المتظاهرين ظُهر جمعتهم الرّابعة أمس، وذلك للمطالبة برحيل الرّئيس “بوتفليقة”، برغم إعلانه عدم ترشُّحه لعُهدة خامسة، وكذا تأجيل الإنتخابات وتمديد ولايته.
ووُصفت هذه التّظاهُرات، بأنّها الأضخم في تاريخ “الجزائر” المُستقلّة، خاصّةً في العاصمة الجزائرية، التي شهدت مسيراتٍ حاشدةٍ وغير مسبوقة، حيث تحوّلت شعارات المُتظاهرين من “لا للعهدة الخامسة” إلى “لا للتّمديد للعهدة الرّابعة”، كما طالبوا بتغييرٍ سياسيٍّ فوريٍّ وشامل.
وفي السّياق نفسه، عزّزت القُوات الأمنيّة وجودها في المواقع الحسّاسة، والسّاحات العامّة داخل العاصمة الجزائريّة، وفي مُحيط قصر الشّعب، وعند مداخل المدينة.
وفي إجراء تكرّر خلال الإحتجاجات، أوقفت السُّلطات الجزائريّة حركة المواصلات العامّة قُبيل المسيرات، حيثُ توقّفت خدمة القطارات، سواءٌ للضّواحي أو الخُطوط البعيدة نحو شرق وغرب البلاد، كما شدَّدت إجراءاتِها في نقطة المراقبة على الطّريق السّريع الرّابط بين المطار ووسط المدينة.
إلى ذلك، كان “بوتفليقة” المُنتهية ولايته، قد أعلن يوم الإثنين الماضي، في رسالة وجّهها للشّعب الجزائري، عدم ترشُّحِه لولايةٍ رئاسيَّةٍ خامسة، وتأجيل الإنتخابات الرّئاسيّة، التي كان مُقرّراً لها في الـ18 من أبريل المُقبل، وإجراء إصلاحات كبيرة في البلاد، والدّعوة على عقد ندوة لتدارُس واعتماد كل الإصلاحات، وكذا إعداد دُستور جديد وطرحه للإستفتاء الشّعبي.