اعتاد العداء والرحالة المغربي عبد الرزاق البدوي على رفع تحديات كبرى، وقد انطلق مؤخرا في مغامرة جديدة تهدف إلى ربط مدينة إقامته أوكسير بالعاصمة القطرية الدوحة التي تستضيف منافسات كأس العالم لكرة القدم (20 نونبر- 18 دجنبر 2022).
ويتمثل التحدي الجديد لهذا المغامر المغربي الكبير والرياضي السابق، الذي استقر منذ عدة سنوات بفرنسا، في تكرار إنجاز مماثل قام به عام 2021، حيث ربط برج إيفل ببرج خليفة في الإمارات العربية المتحدة، على متن دراجته الهوائية، لمسافة تقارب 6000 كيلومتر.
وفي بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، يقول البدوي إنه يريد بمناسبة مونديال قطر أن يخوض تحديا جديدا، أطلق عليه “تحدي السلام”، بهدف إيصال رسالة تدافع عن قيم السلام والتسامح والعيش المشترك.
وأضاف هذا الرحالة، الذي اختار فتح آفاق جديدة من خلال المغامرة والسفر بعد مسيرة طويلة كرياضي في المغرب وفرنسا، أنه “خلال هذا التحدي الجديد، سوف أعبر 11 دولة للترويج للمغرب، بمعدل 100 إلى 150 كيلومتر في اليوم”.
وبعد مغادرته أوكسير يوم 18 شتنبر الماضي، يعتزم الوصول إلى الدوحة في 23 نونبر المقبل، ليكون بجانب أسود الأطلس في مباراتهم الأولى ضد كرواتيا.
وأكد أنه عند بلوغه الدوحة سيدعم بكل شغف أعضاء المنتخب الوطني، ولكن أيضا منتخب فرنسا “البلد الذي تبناه”.
وبعد كل تحد يرفع عبد الرزاق البدوي سقف تطلعات التحدي التالي. وهكذا، أصبح المغربي المقيم بالخارج الوحيد الذي ربط مدينة إقامته بمسقط رأسه، حيث تمكن من الجري لمدة شهر بين 5 يونيو و5 يوليوز 2019 على مسافة 2500 كيلومتر للوصول إلى قرية بزو بجهة بني ملال- خنيفرة.
وبمناسبة المسيرة الخضراء، قطع طنجة- العيون جريا عام 2021، حيث غادر مدينة البوغاز يوم 10 أكتوبر ليصل يوم 6 نونبر إلى العيون، يوم الاحتفال بهذه الملحمة الوطنية.
وسجل عبد الرزاق البدوي أن هذا النوع من المغامرة ليس بالأمر السهل ويتطلب إعدادا ذهنيا جيدا، واستعدادا جسديا ولوجستيا.
وأردف قائلا “ليس الأمر سهلا، لأنني أركب دراجة هوائية، ولا بد لي من إدارة الطريق، والطعام والجهد والإقامة (…) ومن هنا الحاجة إلى أن أكون في أحسن استعداد معنوي وجسدي”.
وأضاف “هناك تشجيع من محيطي وعائلتي، ولكن أيضا من قبل جمعيات المغاربة المقيمين في البلدات التي أمر بها في طريقي. وفي بعض الأحيان تخرج نوادي ركوب الدراجات للترحيب بي، كما يرافقني البعض لعدة كيلومترات خلال رحلاتي كشكل من أشكال الدعم”.
وأكد هذا الرحالة، الذي يحب بلده على الرغم من استقراره في فرنسا منذ 1988، أن “هذه المغامرات تسمح لي بالترويج للمغرب، بلدي الأم، لاسيما من خلال تبادلاتي مع سكان المدن التي أعبرها”.
وبالنسبة لمشاريعه المستقبلية، يعتزم البدوي عبور أستراليا من سيدني إلى بيرث على مسافة تقارب 3800 كيلومتر، قبل خوض مغامرة إفريقية بحتة.