قال فيصل العرايشي المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إنه أحيانا لا ينام لأنه دائما يتساءل إذا كانت طريقة تدبيره للشركة والإجراءات التي تتخذ على صواب.
وجاء كلام العرايشي خلال رده على تعقيبات البرلمانيين على العرض الذي قدمه حول الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وشركة الدراسات والإنجازات السمعية البصرية (سورياد دوزيم)، اليوم الأربعاء، بلجنة مراقبة المالية العامة بمجلس النواب.
وأضاف “الإعلام ليس مجالا علميا وإن لم يجد المغربي فيه هويته وبرامج تشرفه سيغادر، لذلك أنا أتساءل دائما إن كنا على مستوى المهمة، وهذا هو المبدأ الذي أشتغل به يوميا”.
وأكد أنه لا يتقبل الاتهامات الموجهة له بغياب استراتيجية لتسيير الشركة، مشيرا أنه لولاها لما خلقت عدة قنوات وجرى التحول للأنظمة الرقمية.
وتابع بالقول ” الحكومة تلزمنا بدفاتر تحملات توافق عليها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وألزمتنا بقناة للأسرة والطفل لكن أين هي الميزانية؟ أين هم الأطر الذين سيشتغلون عليها؟.”
وأكمل ” منذ خمس أو ست سنوات نشتغل بدون عقد برنامج يجمعنا مع الدولة، وقدمنا الاقتراحات الأولى والثانية والثالثة ولا أحد أجابنا”.
زاد ” لا يمكننا الاشتغال على آفاق عمل سواء كان متوسطا أو طويلا دون عقد برنامج يواكب دفتر التحملات”.
وأوضح أن هناك متأخرات من ميزانية الشركة لم تدخل لها تصل إلى 300 مليون درهم، مبرزا أن الشركة تسير ببطء في الجانب الاستثماري لأن مواردها المالية غير قارة.
وأبرز أن ميزانية الاستثمار في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لم تتغير منذ سنة 2000 بل تراجعت، وهذه الأمور يجب أن تعرف.
وشدد على أن أخطر منافس اليوم للشركة هو الإنترنت، حيث يمكن لشخص واحد يتابع صفحته مليون شخص أن يكتب خبرا زائفا ويخلق البلبلة، إذن كيف يمكن للشركة مواجهته؟.
وأكد على أن أكبر التحديات التي تواجهها الشركة هو التحولات التقنية والمنافسة من وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا أن هذا التحدي عالمي.
ولفت إلى أن الشركة تشتغل على جميع النقاط التي سبق وأن تطرق إليها المجلس الأعلى للحسابات مثل نظام الصفقات والمساطر الداخلية.
واعتبر أن الوقت السياسي ليس هو وقت الشركة، موضحا أن هذه الأخيرة لا تملك العديد من الصلاحيات.
وأشار أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تتشغل مع 129 شركة، لكن عندما تجري طلبات العروض تخفض هذا الرقم إلى 40، لأن الشركات القوية التي تملك المال تقدم من خمس إلى ثماني مقترحات ولديها أطرها الخاصة، وتحصل على التمويلات بمرونة من الأبناك، مبرزا أن شركات الإنتاج الصغرى ليست لها قدرة الاشتغال على برامج أكبر، ولهذا فإن القوي هو من يظفر بطلبات العروض، على حد تعبيره.
وأبرز أن أول قرار اشتغل عليه عندما استلم رئاسة الشركة هو الأرشيف، لأن الدولة التي لا تصون تاريخها ليست بدولة، مؤكدا أن الشركة متقدما جدا حاليا في الأرشيف ودخلت في النظام الثالث للأرشيف الرقمي.
وأوضح أن 97 في المائة من المغاربة يتابعون التلفاز عبر الأقمار الصناعية، وأن الشركة تبث بباقة الجودة العالية ثم باقة للجودة العادية حتى تستهدف الأسر التي لا تستطيع متابعة التلفاز بالجودة العالية.
ولفت إلى أن القناة تبث 320 مباراة مباشرة على طول العام، مما يدر عليها ما بين 5 إلى 6 مليون درهم من الإشهارات في السنة، مؤكدا أنه من غير ديربي الوداد والرجاء أو مباريات الفريق الوطني، فإن باقي المداخيل الإشهارية هزيلة جدا.
وأكد أن البرامج السياسية في الشركة ضعيفة (ناقصة)، موضحا أن الشركة تحاول أن تجد من يقدم هذا النوع من البرامج لكن هذا الأمر صعب، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، مضيفا “الحوار السياسي لازال ناقص في برمجتنا”.
وشدد العرايشي على أنه ضد المسلسلات التركية، مضيفا ” إذا تابعتم الأولى لن تجدوا أي مسلسل تركي، قبل أن يستدرك بالقول ” لكن النموذج الاقتصادي للقناة الثانية هو من يدفعها لعرض مثل هذه الأعمال”.
وأضاف ” عرض خمس أو ست حلقات من عمل درامي مغربي أسبوعيا، يكلفنا 75 مليون درهما”، موضحا ” مكهرهناش نقدمو أعمال مغربية ونخدمو الفنانة المغاربة”.
تجدر الإشارة أن المجلس الأعلى للحسابات سبق وتطرق لعدم تجديد عقد البرنامج بين الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والدولة، مؤكدا أن هذا يتعارض مع مقتضيات القانون رقم 03.77 المتعلق بالاتصال السمعي البصري الذي ينص على أن المخصصات من الميزانية التي تمنحها لها الدولة تكون بناء على عقود برنامج.