أدى تأزم الوضع في ليبيا وما يعرفه من تزايد للفوضى، إلى دفع الأمم المتحدة إلى طرْق أبواب المغرب مجددا، من أجل لعب دور في حلحلة الملف الليبي، الذي عمر على وقعِ أزمة سياسية خانقة وأخرى أمنية مُستفحلة أكثر من عقدين، بينمَا تلتزمُ الرباط بضرورة التَّوصل إلى حلٍّ بين الليبيين تحت رعاية الأمم المتحدة، لتحقيق تسوية نهائية للأزمة التي يمر بها هذا البلد المغاربي.
وتقود الرباط محاولات حثيثة لإقناع الأطراف الليبية، بضرورة البحث عن حلّ توافقي، بعيدا عن التجاذبات العسكرية والسياسية التي تكبح أيَّ مبادرة لإقرار ‘المصالحة الوطنية”، بينما تعاني البلاد منذ أشهر ماضية من إرتفاع منسوب الفوضى الأمنية والعنف والتقتيل، خاصة بعد تدخلات الجنرال المتقاعد “حفتر”، شرق البلاد.
وأوضحَ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي “ناصر بوريطة”، أنَّ ” المغرب يسعى دائما إلى الإستماع لمواقف ولآراء المبعوث الشخصي للأمين العام، نظرا لاقتراب استحقاقات إقليمية ودولية مهمة”، مشيراً إلى أن “المغرب يولي اهتماما خاصا بهذا الملف نظرا للبعد المغاربي للمشكل الليبي، ونظرا للعلاقات الخاصة التي تربطه ب’ليبيا’، وكذلك نظرا للمساهمة التي يحاول المغرب تقديمها تحت مظلة الأمم المتحدة”.
وأبرزَ بوريطة، الذي التقى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا “غسان سلامة”، أن “هذه المباحثات تأتي في إطار المشاورات الدائمة مع المسؤول الأممي حول تطورات الوضع في ليبيا، وفي إطار الدعم المستمر الذي تقدمه المملكة المغربية لمجهودات الأمم المتحدة ومجهودات المبعوث الشخصي للأمين العام حول هذا الملف”.