شهدت مدينة الطانطان خلا موسمها السنوي “الموكار” هذا العام حدثاً استثنائياً تمثل في النسخة السابعة عشرة ، حيث تألق فن التبوريدة وأضفى رونقاً خاصاً على فعاليات المهرجان. تجمعت فرق الفروسية التقليدية من مختلف أنحاء البلاد لعرض مهاراتهم في هذا الفن الذي يعد من أعرق الفنون التراثية في المغرب.
يعد فن التبوريدة جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي المغربي، حيث يعود تاريخه إلى القرون الوسطى، ويجسد قدرة الفرسان على التحكم في الخيول واستعراض مهاراتهم القتالية. في كل عرض، يجتمع الفرسان بزيهم التقليدي على ظهور الخيول المزينة، ليقدموا عروضاً مذهلة تعكس الروح القتالية والفروسية العالية.
جذب هذا المهرجان الآلاف من الزوار، من محبي التراث والثقافة المغربية، الذين توافدوا للاستمتاع بعروض التبوريدة والأنشطة المرافقة. لم تقتصر الفعاليات على عروض الفروسية فقط، بل شملت أيضاً معارض للحرف اليدوية والأطعمة التقليدية لدولة الامارات العربية المتحدة ،وكذالك الألعاب الشعبية التقليدية لمجتمع البدو الصحراوي مما أضفى طابعاً شاملاً على تجربة الزوار.
ورغم النجاح النسبي الذي حققته النسخة السابعة عشرة من مهرجان الموكار، إلا أن القائمين عليه يواجهون تحديات عدة تتعلق بتطوير المهرجان وضمان استمرارية هذا التراث العريق. من بين هذه التحديات توفير الدعم المالي الكافي وتأمين البنية التحتية المناسبة لاستقبال هذا العدد الكبير من الزوار.
وفي الختام، يعد مهرجان الموكار بفنه العريق التبوريدة نافذة مشرقة على التراث المغربي الأصيل، وفعالية تسعى إلى تعزيز الهوية الثقافية والمحافظة على التقاليد الراسخة، لتبقى شاهدة على عراقة الماضي ورؤى المستقبل.