أعلن رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرار لارشي، عن توجّه بلاده نحو إحداث تمثيلية قنصليّة في مدينة العيون، في خطوة تعكس التزام باريس الثّابت بدعم السّيادة المغربيّة على الأقاليم الجنوبيّة.

وجاء تصريح لارشي خلال كلمته مساء أمس الإثنين في العيون، حيث حلّ رفقة رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد، الذي أقام حفل عشاء على شرفه بمناسبة زيارة الوفد الفرنسي إلى المغرب. وتهدف هذه الزّيارة إلى تعزيز العلاقات الدّبلوماسيّة والبرلمانيّة بين البلديْن، إلى جانب الإطّلاع على المشاريع التّنمويّة التي تشهدها الصّحراء المغربيّة.

ومن المرتقب أن يقوم لارشي والوفد المرافق له، اليوم الثلاثاء، بجولة في عدد من المشاريع الكبرى بالعيون والجهة، بما في ذلك الميناء الأطلسي ومجموعة من الأوراش التّنمويّة، ما يعكس الدّينامية التي تشهدها المنطقة.

وتأتي هذه الزّيارة بعد أيّام قليلة من زيارة وزيرة الثّقافة الفرنسيّة، رشيدة داتي، التي أطلقت مشاريع ثقافيّة بالصّحراء المغربيّة، ما أثار استياء الجزائر، التي وصفت هذه التّحرّكات بـ”الإستفزازيّة”، إلّا أنّ الرباط وباريس اِلتزمتا بسياسة التّجاهل، مواصلتيْن تعاونهما الإستراتيجي دون الإلتفات إلى التّصعيد الجزائري.

ويؤكّد مراقبون، أنّ الموقف الفرنسي الحالي يعكس توجّهاً اِستراتيجيّاً يجعل من المغرب شريكاً أساسيّاً لباريس في المنطقة المغاربيّة وإفريقيا، خصوصاً في ظل التّوتّر القائم بين فرنسا والجزائر. ويضع هذا الدّعم الفرنسي المغرب في موقف متقدّم دوليّاً، خاصّةً أنّ باريس، كعضو دائم في مجلس الأمن، تنضم إلى دول وازنة على غرار الولايات المتّحدة الأمريكيّة، التي اعترفت رسميّاً بمغربيّة الصّحراء سنة 2020.