شهر إنقضى على الإطاحة بالرئيس السوداني “عمر البشير”، و لا مؤشرات تلوح في الأفق حول رغبة الجيش في نقل السلطة إلى إدارة مدنية، خصوصاً في ظل ما يسميه مراقبون بقدرة الجهاز العسكري على التعايش مع الوضع، حيث المفاوضات متعثرة مع ممثلي حركة الاحتجاجات الشعبية.
من جانبهم لم تفلح درجات الحرارة المرتفعة، التي باتت تفوق الأربعين درجة مئوية مع بداية الصوم في شهر رمضان الأبرك، من ثني آلاف المتظاهرين عن اعتصامهم أمام مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بالعاصمة “الخرطوم”، فهؤلاء مصممون على رغبتهم في الوصول إلى دولة مدنية.
سقف مطالب المحتجّين لا يعرف حداً، هؤلاء مصرون على إرغام الجنرالات في المجلس العسكري الانتقالي على الانسحاب، مثلما كان الحال مع الرئيس الذي عُزل قبل شهر، منهياً فترة حكم استمدت لأزيد من ثلاثين عاماً.
إلى ذلك، تمر اليوم قرابة الأربعة أشهر على اندلاع الاحتجاجات في البلاد، تلك التي بدأت بعد زيادة سعر الخبز في إطار أزمة اقتصادية ونقص في المواد الأولية، حيث تجمّع المتظاهرون لأول مرة أمام مقرّ الجيش مطالبين الجنرالات بانهاء نظام البشير.