يتزامن فصل الصيف في المغرب مع عطلة الكثيرين، وهو ما يعني حركة أكبر في الشوارع والطرقات، وحضورا مضاعفا أكثر من مرّة للمركبات ومختلف وسائل النقل، الأمر الذي لا يتسبّب في الاكتظاظ والفوضى فقط، بل يؤدي في الكثير من الأحيان إلى حوادث سير توصف بـ”الخطيرة”، وبعضها مميتة.
ويكاد لا يمرّ يوم إلا وانتشرت أخبار عن حادثة سير أو أكثر في موقع ما بالمغرب، تتناقلها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بما تحمله من مشاهد توصف بـ”المروعة”، خاصة حين تخلّف خسائر في الأرواح.
المديرية العامة للأمن الوطني دأبت كل أسبوع على نشر حصيلة حوادث السير في المناطق الحضرية، ومن خلال آخر حصيلة للأسبوع الممتد من 11 إلى 17 يوليوز 2022، تؤكد مديرية الأمن أن هذه المناطق شهدت 1396 حادثة سير، أودت بحياة 25 شخصا وتسبّبت في إصابة 2009 آخرين بجروح، 110 منهم إصاباتهم بليغة.
وحسب المديرية العامة للأمن الوطني، فإن الأسباب الرئيسية المؤدية إلى وقوع هذه الحوادث، حسب ترتيبها، هي عدم انتباه السائقين، وعدم انتباه الراجلين، والسرعة المفرطة، وعدم احترام حق الأسبقية، وعدم ترك مسافة الأمان، وتغيير الاتجاه بدون إشارة، وعدم التحكم، وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة قف، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، والسياقة في حالة سكر، والسير في يسار الطريق، وعدم احترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر، والتجاوز المعيب، والسير في الاتجاه الممنوع.
هذه الأسباب-التي يضاف إليها تهور بعض السائقين-وفق شهادات العديد من المواطنين، دفعت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية “نارسا” إلى إطلاق حملات تحسيسية تمتد لأربعين يوما، عبر ثلاث مراحل وفي ثلاثة أشهر (يوليوز وغشت وشتنبر)، وذلك عبر إشراك مجموعة من جمعيات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال، من بينها المرصد الوطني للسلامة الطرقية.
وقال إلياس سليب، رئيس المرصد الوطني للسلامة الطرقية، ضمن تصريح لهسبريس، إن “ارتفاع عدد حوادث السير في الآونة الأخيرة تزامنا مع ارتفاع عدد المركبات في المملكة من خلال توافد الجالية المغربية المقيمة بالخارج والسياح، يستوجب المزيد من التحسيس بمخاطر الطرقات”.
وأبرز سليب أن “الملاحظ خلال الآونة الأخيرة أن أكثر ضحايا حوادث السير المميتة هم سائقو الدرّاجات النارية، التي باتت تتجول في شوارع وطرقات المملكة بكثرة، خاصة صينية الصنع منها، التي يتم تعديل محرّكاتها لتسير بسرعة أكبر من طاقتها الأصلية”.
ودعا رئيس المرصد الوطني للسلامة الطرقية جميع السائقين إلى الالتزام بإجبارية استعمال حزام السلامة، والخوذة بالنسبة لسائقي الدرّاجات، وتجنب استعمال الهاتف أثناء القيادة، واستعمال الرصيف بالنسبة للرّاجلين والممرّات المخصّصة لهم، مؤكداً في السياق ذاته أن “حملات التحسيس بمخاطر الطرقات لا يمكنها الحد من حوادث السير، لكن على الأقل تساهم في التقليل منها”.