أعلنت وزارة الفلاحة التونسية عن رصد مجموعات صغيرة من الجراد الصحراوي في منطقة الذهيبة بمحافظة تطاوين، جنوب البلاد، مؤكّدة أنّ الوضع لا يزال تحت السّيطرة بفضل التدخلات الميدانية المستمرة.
وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أنّ هذه الحشرات دخلت الأراضي التونسية بفعل الرياح الجنوبية، مشيرةً إلى أنّ تكاثر الجراد في بلدان السّاحل الإفريقي وشمال إفريقيا، وخاصّةً في ليبيا والجزائر، يعود إلى وفرة الأمطار والغطاء النّباتي الملائم لنموّه.
ورغم عدم تشكّل أسراب كبيرة حتّى الآن، شدّدت الوزارة على أن فرق المراقبة تكثف عمليات المسح الميداني لرصد أي تحركات محتملة للجراد، مع إبقاء جميع الجهات المعنية في حالة تأهب، وتوفير المبيدات والمعدّات الضّروريّة للتّدخّل الفوري في حال تفاقم الوضع.
وفي سياقٍ متّصل، حذّر الخبير البيئي عامر الجودي من المخاطر التي يشكلها الجراد الصحراوي على الأمن الغذائي، نظراً لقدراته الكبيرة على التكاثر السريع والتأقلم مع الظروف البيئية المتغيرة، مشدداً على ضرورة تعزيز التدخلات الوقائية، بما في ذلك استخدام الطائرات لرش المبيدات، ووضع خطة طوارئ وطنية لمواجهة أي انتشار واسع محتمل.
ووفقاً لمنظمة الأغذية والزّراعة (الفاو)، فإن أسراب الجراد يمكن أن تضم في كل كيلومتر مربع ما يصل إلى 80 مليون جرادة، قادرة على التهام كميات ضخمة من المحاصيل، تعادل استهلاك 35 ألف شخص يومياً، مما يجعلها من أخطر التهديدات للزراعة والأمن الغذائي في المنطقة.