بعد 10 سنوات من أوّل حالةِ شفاءٍ مُؤكّدةٍ لفيروس فقدان المناعة المُكتسبة، شهد شخص ثانٍ في العالم، اختفاءً تامّاً ومستداماً لفيروس نقص المناعة البشريّة من النّوع الأوّل، المسبب لمرض الإيدز بعد توقُّفه عن العلاج، وقد شُفيَ منه على الأرجح، حسب نتائج بحثيّة.
المريض الذي كان مصاباً بفيروس “إتش آي في”، تعافى من هذا المرض الفتّاك، وسُجّلت حالةٌ ثانيةٌ لُقّبت بحالة “مريض لندن”، لم تظهر عليه أيّة أعراض لإصابته بعد مرور أكثر من 18 شهراً على انسحاب العقاقير المضادة للفيروسات من برنامج علاجه، بحسب ما جاء في مجلة “نيتشر”.
يأتي هذا بعد مايقرب ثلاث سنوات من زراعة الخلايا الجذعية، التي أخذت من متبرع لديه طفرة جينية نادرة مقاومة للإصابة بفيروس “إتش آي في”، فإن الاختبارات شديدة الحساسية، لا تظهر إلى الآن أي أثر يدل على إصابة الرجل بفيروس “إتش آي في”
هذا، وطلب المريض عدم الكشف عن معطياته، واصفين إيّاه بـ”مريض لندن”، لأن حالته مماثلة للحالة الأولى، المعروفة بالشفاء وظيفيا من الفيروس، وهي حالة “تيموثي براون”، الأمريكي الذي لُقب بـ”مريض برلين”، عندما خضع لعلاج مماثل في “ألمانيا”.
وفي سياق متصل، نُقِل “براون”، الذي كان يعيش في “برلين”، إلى “الولايات المتحدة”، حيث أفاد خبراء في فيروس (إتش.آي.في)، أنه لا يزال معافى من الفيروس.
حريٌّ بالذّكر، أنّ هناك نحو 37 مليون شخص في أنحاء العالم، مصابون في الوقت الحالي بالفيروس، كما أودى وباء الإيدز بحياة نحو 35 مليون شخص في أنحاء العالم منذ أن بدأ في الثمانينيات، وكشف البحث العلمي في الفيروس المعقد، في السنوات القليلة الماضية، إلى تطوير توليفة من العقاقير التي تستطيع السيطرة عليه لدى معظم المرضى.