أهي محاولة لإكساب الإرهاب لوناً “أبيض”؟ ذلك ما تعرضت له و على نطاق واسع وسائل إعلام غربية، إذ وجهت إنتقادات لاذعة لمؤسسات إعلامية كبرى، حول طريقتها في تغطية مجزرة المسجدين بـ”نيوزيلاندا” و كذا متابعة تطوراتها.
من جانبها أعربت وزيرة حقوق الإنسان الباكستانية “شيرين مزاري” عن إمتعاظها لأسلوب هيئة الإذاعة و التلفزيون البريطاني “بي بي سي” في التعاطي مع الحادث المؤلم، مؤكدة في تغريدة عبر تويتر: “أتابع حاليا القناة البريطانية وأنا مصدومة بعدم وصف مراسلها في نيوزيلندا الهجوم بـ”الإرهابي”، مضيفةً : “بدلا من ذلك، يصفون الهجوم الإرهابي بالقتل الجماعي! إنه شيء مقزز”.
“رفعت جاويد” المحررا الأسبق في “بي بي سي”، على مدار إثني عشر سنة، غرد قائلاً: “كمحرر سابق في الشبكة، أشعر بخيبة أمل لا تصدق إزاء افتتاحياتكم المتحيزة بشكل واضح” مضيفاً: “لقد وصف كل من رئيسي وزراء نيوزيلندا وأستراليا مجزرة كرايس تشيرش بالهجوم الإرهابي، لكن بالنسبة لمحرري قناتكم وموقعكم هذا مجرد هجوم المسجد! عيب عليكم!”.
رواد مواقع التواصل والصحفيين لم يقفوا عند هذا الحد، بل لفتوا الإنتباه إلى عناوين صحيفة “ديلي ميل” البريطانية الأخرى، التي بدورها عبرت عن ازدواجية واضحة في تغطية الإعلام الغربي للهجمات الإرهابية التي استهدفت المدن الأوروبية من جهة، ومجزرة المسجدين في نيوزيلندا من جهة أخرى، حيث ركزت الصحيفة على “الجانب الإنساني” لسفاح المسجدين وسرد شهادات أقربائه وأصدقائه.
إلى ذلك لم تتردد الصحف النيوزيلندية والأسترالية حسب المغردين، في وصف الهجوم بالإرهابي، و منفذ الهجوم بـ”السفاح” الذي استهدف دوراً للعبادة بجريمته.