أعلن قائد الجيش البنغلادشي وقر الزمان، اليوم الإثنين، عزمه تشكيل حكومة إنتقاليّة بعدما قدّمت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إستقالتها، وغادرت العاصمة تحت ضغط إحتجاجات عارمة.
وقال وقر الزمان في خطاب متلفز على التلفزيون الحكومي “سنقوم بتشكيل حكومة إنتقالية”، مؤكّدًا إستقالة الشيخة حسينة التي كان مصدر مقرب منها أفاد بأنّها غادرت دكا على متن مروحيّة.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر عسكري أنّ حسينة قدّمت إستقالتها وغادرت البلاد، وأكّد الجيش لاحقًا أنّها تركت منصبها.
وذكرت صحيفة بنغلاديشيّة أنّها غادرت إلى الهند على متن مروحيّة عسكريّة، في حين نقلت قناة “سي إن إن 18” الهنديّة عن مصادر إستخباريّة أنّها وصلت إلى مدينة أغراتالا بشمال شرقي الهند، وأنّ نيودلهي تعهدت بضمان سلامتها.
وقال مصدر مقرّب من حسينة لوكالة الصّحافة الفرنسيّة إنّها غادرت العاصمة داكا بينما كانت البلاد تشهد مظاهرات حاشدة تطالب باستقالتها.
ويأتي هذا التّطوّر في وقت اِقتحم فيه آلاف المتظاهرين مقرّها الرّسمي في العاصمة داكا.
ونشر ناشطون مقطع فيديو يظهر لحظة اِقتحام المتظاهرين للمقر ونهب محتوياته والعبث بها. كما احتشد عشرات الآلاف في السّاحات العامّة وسط داكا للإحتفال برحيل حسينة.
حكومة مؤقتة
وفي خطاب للشّعب، أكّد قائد الجيش في بنغلاديش وقر الزمان إستقالة الشيخة حسينة، وقال إنّ هناك محادثات جارية لتشكيل حكومة مؤقّتة.
وأضاف وقر الزمان أنّ ممثّلين عن الأحزاب السّياسيّة الرّئيسيّة كانوا حاضرين في المناقشات مع الجيش، مشيرًا إلى لقاء مع رئيس البلاد.
ودعا قائد الجيش لوقف الإحتجاجات، وحثّ الطلاّب على العودة لبيوتهم، ووعد بأنّ الجيش سيجري تحقيقًا في كل عمليّات القتل التي حدثت على مدى الأسابيع الماضية.
وطلب من الشّعب بعض الوقت لإيجاد حل للأزمة، وناشد المواطنين أن يثقوا في الجيش، قائلًا إنّ المؤسّسة العسكريةّ ستعيد السّلام للبلاد.
وقبل ساعات من الإعلان عن استقالة رئيسة الوزراء ومغادرتها البلاد، دعا قادة الإحتجاجات إلى تنظيم مظاهرات كبيرة في داكا متحدّين حظر التّجوّل، في حين حثّ الجيش السّكّان على الإلتزام بحظر التّجوّل.
وقتل نحو 100 شخص بينهم 13 من عناصر الشّرطة، وأصيب مئات آخرون، أمس الأحد، في مواجهات عنيفة شملت مناطق مختلفة، وهي أكبر حصيلة للضّحايا في يوم واحد منذ بدء الإحتجاجات على حصص التّوظيف في القطاع العام في يوليو الماضي.
وقالت وكالة الصّحافة الفرنسيّة إنّ الحصيلة الإجماليةّ لضحايا الإحتجاجات اِرتفعت إلى 300، وذلك استنادًا إلى تقارير من الشّرطة ومسؤولين وأطبّاء في المستشفيات.
وفرضت السّلطات، مساء أمس الأحد، حظرًا مشدّدًا على التّجوّل، وأغلقت الطّرق الرّئيسة بما فيها المؤدّية إلى مقر الحكومة، ونشرت أعدادًا كبيرة من قوّات الجيش والأمن في العاصمة داكا وأنحاء البلاد الأخرى.
كما أعلنت الحكومة عطلة تمتد 3 أيّام، بدءًا من اليوم الإثنين، في محاولة لاحتواء المظاهرات، وبالتّوازي مع ذلك توقّفت خدمات الإنترنت والنّقل العام بالقطارات وأغلقت مصانع الملابس.
دعم لمطالب المحتجّين
وكان ضبّاط سابقون أعلنوا دعمهم لمطالب المحتجّين، وطالبوا رئيسة الوزراء بسحب الجيش من الشّوارع واتّخاذ مبادرة لحل الأزمة.
وبعد أن كانت تستهدف الإجراءات الخاصّة بالتّوظيف في القطاع العام، ركّزت الإحتجاجات في الأيّام القليلة الماضية على الإطاحة بحكومة الشيخة حسينة التي تقود البلاد بقبضة من حديد منذ 15 عامًا.
وفي البداية كانت الإحتجاجات تقتصر، تقريبًا، على طلّاب الجامعات، لكنّها توسّعت مؤخّرًا لتشمل مختلف الفئات.
وخلال مظاهرات، أمس الأحد، اِتّهم المحتجّون حكومة حسينة بتنفيذ عمليّات قتل وإخفاء قسري للعديد من النّاشطين، وردّدوا شعارات مثل “يسقط الإستبداد”.
وفي الأيّام القليلة الماضية، سجّلت هجمات أحرِقت خلالها مبانٍ حكوميةّ ومقارّ لحزب رابطة عوامي الحاكم في مناطق عدّة.
وقالت رئيسة الوزراء، أمس، إنّها مستعدّة للتّحدّث إلى المتظاهرين، وأضافت أنّ من يمارسون العنف ليسوا طلبة بل “إرهابيّون”.
يذكر أنّ الشيخة حسينة فازت في يناير الماضي بفترة رابعة، واتّهمت بشن حملات قمع متكرّرة ضد المعارضة، وشمل ذلك اعتقال 10 آلاف شخص خلال الإحتجاجات الحاليّة، وحظر حزب الجماعة الإسلاميّة وجناحه الطلّابي “شيبير”، واعتقال العديد من القادة المعارضين.