يعلم الجميع أن أول يوم لكورونا بالمغرب تجندت الدولة ومؤسساتها وجميع أجهزتها، لمواجهة تفشي وانتشار الجائحة وذلك بتنزيل جميع قرارات حالة الطوارئ الصحية وكذا جميع التدابير الإحترازية والتدابير الوقائية الحادة من تفشي فيروس كورونا كوفيد 19، وكانت جهة العيون الساقية الحمراء من بين جميع جهات الوطن التي نزلت جميع القرارات المتخذة مركزيا تنزيلا سليما من أجل هدف واحد هو سلامة وصحة المواطنين والمواطنات من هذا الوباء.
ولقي تنزيل جميع التدابير الوقائية لحالة الطوارئ الصحية، على ارض الواقع في مختلف أقاليم جهة العيون، تجاوبا كبيرا من طرف الساكنة، التي جسدت التلاحم الفعلي بين تنفيذ أوامر السلطات وبين للوعي والحس الوطني الذي ابان الجميع عليه من ساكنة هذه الربوع، حتى اصبحت جهة العيون الساقية الحمراء محط أنظار وألسنة الجميع من ناشطين مدنيين وفاعلين سياسيين، وكذا صحفيين من مدن الشمال ومدونين في مواقع التواصل الاجتماعي، العمل الذي حققته جهة العيون الساقية الحمراء في ثلاث أشهر الماضية، عمل جبار تكاثفت عليه جهود رجال مسؤولين يحبون هذه الأقاليم، وعملهم الذي عبروا به الامواج الأولى لفيروس كورونا، والتي ضربت معظم جهات الوطن ولازالت في البعض منها، فجهة العيون اليوم هنا ليست الإستثناء، لكن تبقى مكتسبات حاصلة منها رجال عرفهم الجميع وعلى رأسهم رئيس لجنة اليقظة ووالي جهة العيون الساقية الحمراء ومسؤولين امنيين ورؤساء مجالس منتخبة، قادرين مرة اخرى على إخراج الجهة سالمة من الوباء وبأقل الخسائر لكن الامر والواقع اليوم بالعيون والمرسى والطرفاية، ليس مسؤولية السلطات وحدها بل مسؤولية يتقاسمها الجميع من مجتمع مدني ومواطنين ومواطنات مثقفين مدونين وإعلاميين، جميعا بعون الله قادرين هزم كورونا..والعيب من بقى في الدار وتخاذل وتهاون في عمله في هذه المرحلة، ابدأ من محيطك ووعي وحسس بالأمر فنتيجته تهمنا جميعا.
وكما أسلفنا أن أقاليم جهة العيون والطرفاية بوجدور والسمارة وصلت مرحلة تخفيف الحجر الصحي وصنفت ضمن المنطقة رقم 1 لتتم إزالة الحواجز الأمنية داخل المدارات الحضرية والسدود الأمنية، ومستشفياتها ليس فيها أي مصاب ولا مخالط والمحجور عليهم صحيا عليهم في الوحدات الفندقية بالعيون وفم الواد، بمعنى ان الحالة الوبائية مسيطر عليها ومضبوطة لتعطى للجميع انطلاقة نحو عودة الحياة الطبيعية في مختلف اقاليم الجهة وممارسة جميع الأنشطة اليومية بدون قيد وشرط، موازاة لطلب السلطات احترام التدابير الوقائية اللازمة من قبيل إرتداء الكمامة ومسافة الامان والنظافة الشخصية وتعقيم المحيط وكذا الزيارات والمناسبات العائلية المكتظة.
فالمسألة المحيرة اليوم عند ساكنة العيون كيف وصلت كورونا الى ما وصلت إليه اليوم بجهة العيون الساقية الحمراء، ونعني هنا إقليم الطرفاية والجماعة الترابية المرسى والتي تواصل فيها “كورونا” ضم مصابين جدد بفيروسها كوفيد 19 لصفوفها في جهة، كانت تنعم إلى حين بأنها سجلت صفر حالة بعد شفاء اخر مصاب فيها، رجحنا كمتابعين من موقعنا ان الاسباب ثلاث قد تكون وراء ما أوقعته من تفشي وانتشار في البؤر ذات الوسط المهني وكذا المصابين من المهاجرين السريين في إقليم الطرفاية ومخالطيهم، الاسباب التي نشطت من ليلة الخميس 11 يونيو الجاري ليلة إزالة الحواجز الأمنية من مدارات المدينة والسدود الأمنية بموجب مرسوم الرفع التدريجي للحجر الصحي الذي صادقت عليه الحكومة، وتمديد سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية، بسائر أرجاء التراب الوطني لمدة شهر لمواجهة تفشي فيروس كورونا، فقسمت مناطق التخفيف الى منطقتين، لتكون جهة العيون الساقية الحمراء من ضمن المنطقة رقم 1 فالتصنيف الذي لن يطول لو لم نتدارك سد منافذ تفشي هذه الجائحة.
فالسبب الاول الذي رجحناه ومن المتوقع أن يكون رئيسيا هو تهريب البشر من طرف محترفي هذه الأعمال الاأخلاقية في هذه الظروف، جشعهم وسبيل الحصول على المال اعمى بصيرتهم بنقل العدوى وما اكدته إصابة 37 مهاجر سري من جنسيات من دول جنوب الصحراء قادمين من مدن شمال، حيث أحبطت السلطات هجرتهم الغير الشرعية بسواحل الطرفاية ليتاكد بعد ذلك إصابة من خالطوهم في إطار تأدية مهامهم وواجبهم الوظيفي.
ويأتي السبب الثاني وهو دخول المتسللين من ابناء الوطن، من طرف محترفي التهريب بواسطة سيارات الدفع الرباعي التي تجاوزت الحواجز الرملية من اجل المال غير أبهين بصحة وسلامة المواطنين والساكنة.
ويبقى التهاون والتراخي سببا ثالثا ورئيسيا في تفشي الوباء وانتشاره داخل بعض الوحدات الصناعية لتصبير السمك ودقيقه وصناعة الثلج بالجماعة الترابية المرسى والتي تفتقر إلى أدنى تطبيق واحترام للتدابير الوقائية الحادة من تفشي الجائحة داخل الوحدات والمعامل والتي يشتغل فيها المئات من المستخدمين والمستخدمات لا يفصل بينهم سوى سنتيمترات مكتظين جلهم غير مرتدي الكمامات ولا مسافة امان ولا التباعد ولا النظافة ولا تعقيم الاشخاص والمحيط والالات والادوات التي يعملون بها، كما وقع في إصابة العشرينية بإحدى الوحدات الصناعية، الفتاة القادمة من مدينة مراكش التي لم يطبق ارباب الوحدة التدابير الوقائية، من قبيل اخذ عينات تحليلاتها وانتظار نتائجها المؤكدة لتأكيد اصابتها بالفيروس من عدمه، لكن رغم ما ذكرنا ليست العيون الاستثناء عن الوباء الغير مرئي والمحصلة والمكتسب هي ساكنة ومواطنين وسلطات قادرين على هزم الوباء وتعافي مرضاه والخروج بالجهة من موجة قد تعتبر موجة ثانية بدايتها جهة العيون الساقية الحمراء بعد هزمه في الموجة الاولى التي خرجت فيها مسجلة خمس إصابات تعافت بالمركز الاستشفائي الحسن بن المهدي.