العشاء الأغلى في التاريخ !! فاتورته 185 مليار دولار و “الكرامة” تحت الطاولة
لا عجب أن يُجلد إعلام “الدوحة” اليوم، فالواقعة صارخة و التناقض بارز بشكل فاضح !!
عشاءٌ هو الأغلى في التاريخ، كلف أمير قطر “تميم بن حمد” أمس فاتورة تتجاوز قيمتها الـ185 مليار دولار أو يزيد، أمام أنظار “ترامب” سلم “إبن حمد آل ثاني” رأسه، على ذات الشاكلة التي “نابز” بها نجوم الجزيرة فيما سبق ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”.
مصافحة “فاترة” ثم إهانة مماثلة لتلك التي علقت القطرية (الجزيرة) سابقاً لها المشانق، ذكر نجم تويتر الأول بكل أناقة ضيفه أن السيادة ليست خطاً أحمر، فقاعدة “العديد” المتاخمة للعاصمة الدوحة، حسب الرئيس الأمريكي بنيت “بأموالكم” ، نعم إنها “أموالهم” التي تعني لـ”واشنطن” وظائفاً و جزية لا يهم من أين ستجبيها.
ليست القضية “تميم” أو “إبن سلمان”، و لا الإشكال “الدوحة” أو “الرياض”، إنما هو الفهم العربي الساذج لصناعة الرأي العام و “البروباجاندا”، عندما يتم الترويض عبر وسائط ووجوه تصنع مبادئ زائفة، و تعتنق “ديمقراطية المشاهد” كما يصطلح عليها المفكر الأمريكي “نعوم تشومسكي”، فمن “السيطرة على الإعلام إلى السيطرة على العالم بالإعلام “.
الإنجازات الهائلة لـ”بروباجاندا الجزيرة” لا يمكن إنكارها أبداً، فشخصياً ظللت لسنين مراهقة طويلة، أظن إعلام “الدوحة” عالماً آخر براقاً سائرا على أكتاف إرادة الجماهير، لكنه لم يكن سوى شيء “تحت السيطرة“، و الدليل اليوم شاهد حاضر، كيف سر “الجزيرة”، أن يجلس الأمير المحلوب على كرسي داخل البيت الأبيض، جنباً إلى جنب مع “ترامب”، فعلاً إنه فتحٌ مبينٌ.
عندما تفشل آلة الإعلام في صناعة “الإجماع” على فكرة أو قرار، يعني ذلك أن هناك خطباً ما، فمن الصعب تصديق أن يصبح الأمير المحبوب مادة للتندر والسخرية على مواقع التواصل، وهو من يملك في يديه كبريات منصات التواصل القومية، التقدمية، التنموية، المتخصصة و العامة، فأين يجد الآن هيبته المهدورة؟
قد نختلف حول “ترويض الرأي العام”، يراه البعض بعين المؤامرة و الريبة، لكن قرارات السياسة الخارجية لأي دولة قوية الركائز، فاعلة في محيطها و خارجه . تستوجب دعاية تسيطر على وسائل التواصل، تعكس آراء المؤسسات التعليمية والأكاديمية، تستمع للنخب و تستميلها، حينها فقط يمكن تمرير الرسائل الناعمة، و تغير المواقف المتصلبة ببطئ.
لكن أين نحن من هذه المعمعة؟ نتأثر و لا نؤثر، لا نحن نملك إعلاماً قائماً يعبئ أو يصنع رأياً -لأنه في أغلب الظن مُعبئ لا أكثر-، إعلامنا الفاشل تضخ فيه الميزانيات بالملايين دون طائل، لا يفهم صيغة “الإقناع”، فحينها يبرر أو يسوق حججاً، تصبح حين إذن معه أقرب إلى الشعور بـ”الإستغباء”.