شرعت السلطات العمومية في إغلاق عدد من محلات غسل السيارات بمدن مختلفة، تجسيداً لتوجهات حالة “الطوارئ المائية”، لكن ذلك خلف انتقادات اجتماعية وبيئية كثيرة، بسبب عدم تخصيص تعويضات مالية للمستخدمين جراء الإغلاق، و”إغفال” الضيعات الزراعية التي تستهلك كميات ضخمة من المياه.
ووجهت وزارة الداخلية، قبل أسابيع، دورية إلى الولاة والعمال من أجل منع استعمال مياه الشرب السطحية أو المياه الجوفية في عملية سقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف، إلى جانب حظر غسل الشوارع والأماكن العامة بمياه الشرب، ومنع استعمال هذه المياه لغسل الآليات.
وثمنت فعاليات بيئية الحملة التحسيسية التي تقودها الحكومة لتوعية المغاربة بأهمية الحفاظ على الموارد المائية، لكنها دعت، في الوقت نفسه، إلى إطلاق حملة توعوية موازية تستهدف كبار الفلاحين بالمغرب، بالنظر إلى ضعف المراقبة الإدارية والقانونية المتعلقة بسحب المياه من الآبار.
ومع قيام لجان وزارة الداخلية بحملات واسعة لإغلاق بعض المحلات المخصصة لغسل السيارات التي تستعمل المياه الصالحة للشرب، تساءلت الفعاليات ذاتها عن مصير المستخدمين بها خلال الشهر الجاري، مؤكدة أن قرار الإغلاق ينبغي أن يسري على كل القطاعات الصناعية والفلاحية التي تستهلك المياه الصالحة للشرب.
وجاء تدخل اللجان المختلطة، التي تترأسها السلطات المحلية على مستوى الدوائر والباشويات والمقاطعات والقيادات، في إطار تنزيل خلاصات اجتماعات سابقة حول “أزمة الماء”، أعطى من خلالها العمال تعليمات واضحة من أجل التنزيل الفعلي لدورية وزارة الداخلية حول الموضوع.
وفي هذا الإطار قال جمال أقشباب، ناشط بيئي رئيس جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، إن “الحملة التحسيسية إيجابية، لكن تأثيرها يظل محصوراً، لأن استهلاك المياه الصالحة للشرب لا يتعدى 12 في المائة في المنازل، بينما تصل تلك النسبة إلى 85 بالمائة في القطاع الفلاحي”.
وأضاف أقشباب، في تصريح لأخبار تايم، أنه “كان من الأجدر إطلاق الحملة التحسيسية في صفوف الفلاحين الكبار الذين يمتلكون ضيعات زراعية ضخمة”، مبرزاً أن “القطاع السياحي بدوره يستهلك أقل من 2 في المائة من الموارد المائية”.
وواصل المتحدث ذاته بأنه “لا يمكن تحميل محلات غسل السيارات مسؤولية ندرة المياه”، وتوقف عند تلك النقطة بالقول: “صحيح، ينبغي تحسيس المهنيين بأهمية الحفاظ على المياه، ومعاقبة المخالفين، لكن الضيعات الزراعية لم تتعرض لأي عقوبات رغم مساهمتها في أزمة المياه”، حسب تعبيره.