حذرت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد الفيروسي من خطورة هذا الوباء الذي يعد السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الكبد.
وأوضحت الشبكة، في بلاغ لها بمناسبة الاحتفال باليوم لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي (28 يوليوز)، أن المعطيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن مرض التهاب الكبد “ب” و”س” لايزال يشكل تحديا صحيا كبيرا على المستوى الدولي، حيث يعاني منهما 325 مليون شخص في العالم، حيث يصيب مرض التهاب الكبد الفيروسي نحو 3 ملايين شخص سنويا، كما تصل نسبة الوفيات إلى ما يقارب 1.4 مليون شخص كل سنة.
وأضافت أن ما لا يقل عن 60 في المائة من حالات سرطان الكبد تنشأ عن تأخر الكشف عنهما ومعالجتهما، كما أنهما يعدان من بين الأسباب الرئيسية لسرطان الكبد علما ان نسبة كبيرة جدا من المصابين يجهلون اصابتهم بالعدوى بحكم أنه مرض صامت وقاتل.
وفي ظل الخصاص وضعف التغطية الصحية يبقى حوالي 71 مليون شخص مصاب بالتهاب الكبد دون إمكانية الوصول إلى العلاج بسبب ارتفاع تكاليف التشخيص وارتفاع اسعار الادوية. لذلك، دعت منظمة الصحة العالمية جميع البلدان إلى الاستفادة من الانخفاض الذي طرأ مؤخرا على تكاليف التشخيص وعلاج التهاب الكبد الفيروسي بالاستثمار في الأدوية الجنيسة بأقل الأسعار للقضاء عليه بشكل نهائي سنة 2030.
وسجلت الشبكة أن المغرب يعد من بين البلدان التي تشهد ارتفاعا في معدل انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي، حيث تشير أرقام وزارة الصحة المغربية إلى أن نسبة المصابين بالفيروس الكبدي -س -، تقدر ب 1.2 بالمائة مقابل 2.5 في المائة للمصابين بفيروس الكبد -ب-. وتمثل الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس في مدمني المخدرات وحاملي الأمراض المنقولة جنسيا ومرضى الفشل الكلوي، حيث تشير الارقام الى أن عدد المصابين يتراوح ما بين 400 ألف و600 الف مصاب ، مبرزة أن التهاب الكبد الفيروسي بالمغرب لازال يقتل بسبب ارتفاع أسعار الأدوية الجنيسة.
وأشارت إلى أن اليوم العالمي للالتهاب الكبد هو مناسبة للتذكير بحجم خطورته الصحية بالمغرب وارتفاع عدد الوفيات رغم المجهودات المبذولة لتشخيص هذا المرض الصامت القاتل، والاستراتيجية الوطنية الهادفة للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي، ضمن الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بحلول سنة 2023 والقضاء عليه بين السكان بحلول سنة 2030، بوصفه يشكل تهديدا للصحة العامة بالمغرب وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، وذلك عبر تخصيص الأموال اللازمة للخدمات الصحية الكفيلة للقضاء عليه، وذلك في سياق خطط التغطية الصحية الشاملة والمشروع المجتمعي المتعلق بتعميم التأمين الاجباري الاساسي عن المرض في نهاية سنة 2022 .
وخلصت الشبكة إلى أن التحدي الكبير الذي يواجه المغرب اليوم يتعلق بارتفاع أسعار الادوية بشكل عام والادوية المتعلقة بعلاج التهاب الكبد الفيروسي، مبرزة أن هذا الورش يعتبر أولوية لتحقيق العدالة في ولوج العلاج والدواء بتأهيل الوكالة الوطنية للأدوية والمنتجات الصحية كمؤسسة مستقلة بصلاحيات واسعة ومراجعة التشريعات المتعلقة بالأدوية والصيدلة وصناعتها وبيعها للعموم والاستثمار في هذا المجال لتحقيق السيادة الدوائية والقضاء على هذا المرض القاتل، وخاصة تخفيض أسعار الادوية كجزء أساسي في هذه الاستراتيجية الوطنية للقضاء على التهاب الكبد الفيروسي وتوفير ادوية جنسية منقدة للحياة .
كما دعت صناع القرار السياسي إلى اتخاذ تدابير وإجراءات سريعة وفعالة من شأنها محاصرة هذا المرض القاتل والحد من آثاره على الصحة العامة، وذلك بحلول 2030، ووضع استراتيجية وطنية للكشف عنه وتوفير أدوية لعلاجه بأسعار مناسبة وفي متناول المرضى، بالاضافة إلى إدراج موضوع التهاب الكبد ضمن الاولويات الصحية في الوقاية والتشخيص المبكر وا