تنفيذًا للتّعليمات الملكيّة السّامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيّده، والجاعلة من “خدمة المواطنين، في إطار مبادئ المساواة والإنصاف في تغطية التّراب الوطني، والإستمراريّة في أداء الخدمات” المهمّة الأساسيّة للإدارة العموميّة، أجرت وزارة الدّاخليّة حركة إنتقاليّة في صفوف رجال السّلطة تهم 592 منهم، يمثّلون 23 في المائة من مجموع أفراد هذه الهيئة العاملين بالإدارة التّرابيّة.
وأفاد بلاغ لوزارة الدّاخليّة، اليوم الإثنين، بأنّ هذه الحركة تندرج في إطار مجموعة من التّدابير الهادفة إلى تثمين الموارد البشريّة للوزارة بهيئة رجال السّلطة، إعتبارًا لما تضطلع به هذه الهيئة من دور محوري في تجسيد مفهوم الخدمة العموميّة القائم، كما أكّد جلالة الملك، حفظه الله، على مبادئ المصلحة العامّة والنّزاهة والعدالة المجاليّة والتّماسك الإجتماعي، وكذلك بالنّظر للتّجنّد الدّائم لأفراد هذه الهيئة في سبيل تلبية حاجيات المواطن ومواكبة مسار التّنمية الشّاملة التي تعرفها المملكة.
نفس المصدر، أوضح أنّ الأمر يتعلق بتدابير تندرج في إطار التّنزيل السّنوي لإستراتيجيّة وزارة الدّاخليّة الهادفة إلى الإعداد والكشف الدّوري عن أجيال جديدة من المسؤولين التّرابيّين قصد تعيينهم بمختلف عمالات وأقاليم المملكة من أجل قيادة التّغيير ومواكبة مختلف الأوراش التّنمويّة وتحسين المعيش اليومي للمواطن.
وأبرز أنّه تمّ الإعداد لهذه الحركة من خلال تطبيق نظام المواكبة والتّقييم الشّامل بـ 360 درجة، المبني على مقاربة أكثر تثمينًا للموارد البشريّة وأكثر موضوعيّة في تقييم المردوديّة، تجعل من المواطن شريكًا في تقييم الأداء. وأضاف أنّه من خلال إعمال معايير الإستحقاق والتّقييم الشّامل للأداء، أسفرت هذه الحركة الإنتقاليّة عن ترقيات في المهام شملت ما مجموعه 96 من نساء ورجال السّلطة بالإدارة التّرابيّة. كما شملت التّنقيلات رجال السّلطة الذين قضوا، كقاعدة عامّة، أكثر من ثلاث سنوات بنفس العمالة أو الإقليم، بالإضافة إلى رجال السّلطة الذين تستدعي ظروفهم الصحيّة أو الإجتماعيّة، تقريبهم من المراكز الإستشفائيّة.
ومن أجل ضخ دماء جديدة بدواليب الإدارة التّرابية، يضيف البلاغ، تمّ تعيين خلال هذه الحركة الإنتقاليّة الأطر الجديدة المتخرّجة من المعهد الملكي للإدارة التّرابيّة والبالغ عددها 124 خرّيجًا وخرّيجة.
ومن جهة أخرى، وفي إطار تحفيز رجال السّلطة على المزيد من العطاء، والإعتراف بما يقدّمونه من تضحيات جسام خلال مختلف الإستحقاقات الكبرى التي تعرفها المملكة وخلال تدبير الأزمات، وما يضطلعون به من مهام جليلة خدمةً للمواطن، خلصت أشغال اللّجان الإداريّة متساوية الأعضاء المختصّة إزّاء هذه الهيأة إلى ترقية ما مجموعه 544 من نساء ورجال السّلطة إلى درجات عليا.
ووفقًا لذات المصدر، قامت وزارة الدّاخليّة، بموازاة مع هذه التّرقيات والإنتقالات، وفي إطار الجهود المتواصلة لتحسين مردوديّة ووضعيّة أعوان السّلطة، ولا سيما من خلال فتح آفاق التّرقّي إلى سلك رجال السّلطة من درجة خليفة قائد، بتنظيم مباراة لإنتقاء المترشّحين المؤهّلين لولوج السّلك الخاص بتكوين خلفاء القوّاد بالمعهد الملكي للإدارة التّرابيّة، مبرزًا أنّه تمّ خلال هذه العمليّة اِنتقاء 133 عون سلطة، سيخضعون لتكوين متخصّص بالمعهد المذكور يؤهّلهم، بعد نجاحهم وحصولهم على شهادة نهاية التّكوين، للتّعيين في مهام خليفة قائد.
وأكّد البلاغ، أنّ وزارة الدّاخليّة ستسعى على الدّوام، مستنيرة بالتّعليمات الملكيّة السّامية، إلى تكريس مقاربة ناجعة في عصرنة تدبير مواردها البشريّة، غايتها الرّفع من أداء هذه الموارد وتحفيزها وتوجيهها للتّكيّف مع المتغيّرات الوطنيّة، واستيعاب التّطوّرات العالميّة، والمساهمة في رفع التّحدّيات التّنمويّة التي تواجه المملكة.
هذا، ويظل قوام هذه المقاربة، يضيف البلاغ، الحرص على الإلتزام الصّارم بمعايير الكفاءة والإستحقاق وتكافؤ الفرص في تولّي مناصب المسؤوليّة، وتظل غايتها الرّقي بعمل الإدارة التّرابيّة، وفق ديناميّة فعّالة تجعل الإدارة في خدمة المواطنين، مواكبةً لحاجياتهم وراعيةً لمصالحهم التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيّده، يؤكّد عليها في كل المناسبات باعتبارها السّبيل الأنجح لتدعيم الحكامة التّرابيّة الجيّدة.