شكل اعتماد مجلس الأمن للقرار 2494 حول الصحراء، القاضي بتجديد ولاية بعثة “المينورسو” المختصة في مراقبة إحترام إتفاق وقف إطلاق النار، لمدة 12 شهراً، نقطة تباين في الآراء و التعليقات بين مختلف أطراف الملف، و غيرهم من المتدخلين في مسار التسوية الأممي.
البداية مع المغرب، الذي أكد ممثله الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة، السيد “عمر هلال”، أن تكريس نظام الموائد المستديرة كـ”مسار” للتباحث المباشر، يفرض على الأطراف الأربعة في الملف: المغرب، الجزائر، موريتانيا والبوليساريو، الانخراط بكيفية بناءة وكاملة ومسؤولة، حتى بلوغ نهايته.
و بحسب الدبلوماسي المغربي دائماً، فإن التوجه الذي أرساه القرار سيعزز لا محالة الزخم الإيجابي المتولد عن اجتماعي المائدة المستديرة في جنيف، اللذين كانا موضع ترحيب، مرة أخرى، من قبل مجلس الأمن”.
من جانبها لم تخف جبهة “البوليساريو” امتعاظها من القرار الذي تضمن تمديد ولاية البعثة الأممية بالضعف، معتبره إياه منعطفاً خطيراً، يطرح خيار إعادة النظر في مشاركتها ضمن عملية السلام برمتها.
و أضافت “الجبهة” في بيان صحفي صادر أمس الأربعاء (30 أكتوبر 2019)، أن تبني قرار مجلس الأمن الأممي رقم 2494 (2019)، دون أي إجراءات ملموسة للدفع قدمأ بعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، يعد رجوعأ مؤسفة للغاية وغير مقبول إلى سياسة “ترك الأمور على حالها المعهود” فيما يخص الصحراء.
دولياً، دعت المملكة المتحدة، الأربعاء، في كلمة ألقاها ممثلها “جوناثان ألين”، عقب اعتماد مجلس الأمن للقرار 2494 حول الصحراء، جميع الأطراف إلى “إبداء إرادة سياسية أكبر للتوصل إلى حل، لاسيما من خلال تجديد دعمها لجهود الأمم المتحدة”.
أما روسيا، فأكدت عبر “فلاديمير سافرونكوف” نائب الممثل الدائم المعتمد لدى الأمم المتحد، خلال جلسة تصويت مجلس الأمن، على كون تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة Minurso لمدة 12 شهراً بدل ستة أشهر، يأتي في سياق الجهود الدولية الرامية إلى تسوية قضية الصحراء.
فيما يبقى موقف روسيا الثابت -حسب ذات المتحدث- يؤيد سياسة متوازنة و غير متحيزة لتسوية قضية الصحراء الغربية، كما تدعم المفاوضات المباشرة بين المغرب و جبهة البوليساريو، بصفتنا عضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة و عضواً في مجموعة أصدقاء الصحراء.