تعد السّويد، في الغالب، مثالاً يحتذى به في مجال الحد من مخاطر التّدخين، ولعلّ أنّ ما يستدلّ به حيال ذلك، أنّ الدّولة الإسكندنافيّة، التي يوجد بها أدنى معدّلات التّدخين في أوروبا، تدين بالفضل في نجاحها، إلى مقاربة مبتكرة تعتمد على المنتجات البديلة الخالية من الدّخان، وعلى رأسها السنوس.

وتبيّن أنّ هذه الإستراتيجيّة، كان لها تأثير كبير على الصحّة العامّة في البلد، فقد مهّدت الطّريق لإعتماد مقاربة براغماتيّة في مجال الحد من المخاطر المرتبطة بالتّدخين.

وأدّى السنوس، وهو منتوج تبغ يستعمل عن طريق الفم بدون إحتراق، دوراً محوريّاً في هذا النّجاح. ويصنع هذا المنتوج، المستخدم منذ فترة طويلة في السّويد، من التّبغ المبستر، وهو متوفّر في شكل أكياس أو مسحوق رطب يوضع تحت الشّفة العليا. وعلى عكس السّجائر، لا ينطوي السنوس على أي إحتراق، ما يقلّل إلى حد كبير من المخاطر الصحيّة.

وبالنّظر إلى التّاريخ، لم تكن السّويد محصّنة ضدّ مشاكل الصحّة العامّة المرتبطة بالتّدخين. ومع ذلك، نجحت البلاد من تقليل عدد المدخّنين بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية. فحسب الإحصائيّات المتوفّرة، تتوفّر السّويد حاليّاً على أدنى معدّل تدخين في أوروبا، بحيث أنّ نسبة 5,8% من سكّان البلاد البالغين فقط يدخّنون بشكل يومي. ما يعني أنّه في بإمكان السّويد أن تصبح أوّل دولة خالية من التّدخين في المستقبل القريب.

وبحسب نفس المعطيات، فقد تمّ اِعتماد السنوس على نطاق واسع في السّويد كبديل للسّجائر، ومن خلال تزويد المدخّنين بوسيلة لإشباع حاجتهم الشّديدة إلى النّيكوتين من دون إستنشاق الدّخان، تمكّن العديد من الأشخاص من الإقلاع عن التّدخين أو عدم بدئه على الإطلاق. وقد كان لهذا التّحوّل إلى المنتجات الخالية من الدّخان تأثير إيجابي على الصحّة العامّة، فقد سُجّل انخفاض ملحوظ للأمراض المرتبطة بالتّدخين مثل سرطان الرّئة وأمراض القلب.

وكان لإستراتيجية السّويد، للحد من الأضرار، وقع ملموس على صحّة السكّان. فقد اِنخفضت معدّلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتّدخين في السّويد بشكل ملحوظ مقارنة بالدّول الأوروبيّة الأخرى، علاوةً على ذلك، اِنخفضت أيضاً نسبة الوفيات النّاتجة عن التدخين. وتبرز هذه النّتائج أنّ سياسات الصحّة العامّة التي تركز على الحد من المخاطر، يمكن أن يكون لها تأثير كبير وإيجابي.

إلى ذلك، جذب نجاح السّويد في الحد من التّدخين إنتباه البلدان الأخرى، لا سيما في سياق الجهود العالميّة للحد من إنتشار التّدخين والأمراض المرتبطة به. وعلى الرّغم من أنّ السنوس ليس مقبولاً على نطاق واسع خارج السّويد، إلاّ أنّ فعّاليته كأداة للحد من الضّرر، تشير إلى إمكانية إستكشاف نماذج مماثلة في أماكن أخرى. لا سيما وأنّ محفظة البدائل غير المحترقة للسّجائر، أصبحت اليوم جد متنوّعة، مع توفّر العديد من المنتجات مثل التّبغ المسخّن وأكياس النّيكوتين.