وصل “ماكرون”، مع زوجته “بريجيت”، مساء أمس الأربعاء إلى “بوينوس آيرس”، حيث يقوم بزيارة رسمية الخميس قبل أن يشارك في قمة العشرين المُستهلّة يوم الجمعة، في أول زيارة للرئيس الفرنسي إلى “أميركا الجنوبية”، لبلد تعتمد عليه “فرنسا” للحصول على دعم لمواقفها.
ويلتقي في العاصمة الأرجنتينية “بيونس آيرس”، يومي الجمعة والسبت، رؤساء دول وحكومات الـ20 من القوى العالمية، التي تُشكّل 85% من إجمالي النّاتج المحلّي العالمي، وثلثي سكانه، و75% من تجارته الدولية، و80% من الاستثمارات العالمية.
وأثناء حديثه لإحدى الصّحف الأرجنتينية، بخصوص القمّة؛ حذر الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، اليوم الخميس، من أنّ قمة مجموعة الـ20، التي تُعقد في “بوينوس آيرس”، تواجه خطر لقاءٍ مغلقٍ، يجمع كُلاّ من الجانبين الصّيني الأميركي، وحرب تجارية مدمّرة للجميع، حيث قال “ماكرون”، بأنّ “الخطر الذي نواجهه بشأن المناخ والتجارة هو تعطيل اللقاءات التعدّديّة مثل مجموعة العشرين”.
وأضاف “إيمانويل ماكرون” بشأن التّجارة، أنّ “الخطر هو إضعاف منظمة التجارة العالمية التي تشكل أكبر منصة لتنظيم التجارة العالمية على الرغم من عيوبها ، مذكرا بأن فرنسا والاتحاد الأوروبي يقترحان إدخال إصلاحات على هذه المنظمة”، وتابع : “إذا لم نظهر تقدما ملموسا، فإن اجتماعاتنا الدولية ستصبح بلا فائدة وستؤدي حتى إلى نتائج عكسية”.
وحول المناخ الذي تُفتتح قمّتُهُ يوم الأحد، في “بولندا”، عبّر الرئيس الفرنسي عن أمله في أن يتمّ استثمار هذا المنتدى لإظهار طموح كل الذين لا يريدون فقط حماية اتفاق “باريس”، بل الذّهاب أبعد من ذلك، عبر توضيح أو تعزيز التزاماتهم بشأن المناخ.
من جهة أخرى، أكد ماكرون أن فرنسا تؤيد اتفاقا تجاريا يعود بالفائد على الطرفين بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور المجموعة الاقتصادية لاتحاد دول أميركا الجنوبية الذي يضم البرازيل والأرجنتين وباراغواي والأوروغواي. وتجري مفاوضات بين الطرفين منذ عشرين عاما.
وقال الرئيس الفرنسي بسبب حساسيات زراعية وخصوصا قطاع تربية الأبقاء الفرنسي ما زلنا في وضع بعيد عن التوصل إلى اتفاق، بينما يهدد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بمغادرة هذا التكتل الإقليمي.
فيما اعترف “ماكرون”، حول سياسة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، بأنه من الصحيح أن بعض القرارات الأخيرة للولايات المتحدة جاءت على حساب حلفائها، وقال في أوقات الأزمات هذه بالتحديد يجب أن ندافع عن قيمنها المشترك التي تعتمد على النموذج التعددي والتعاون . وأضاف إنه أيضا طموحي للرئاسة الفرنسية لمجموعة السبع في 2019 .
وحول زيارته لأميركا الجنوبية، أشار ماكرون إلى أن إصلاح النظام التعددي ومكافحة التفاوت الاجتماعي والدفع باتجاه برنامج دولي طموح للتنوع الحيوي ومكافحة اضطرابات المناخ كلها مواضيع تشترك فرنسا وأميركا الجنوبية في طرحها .
إلى ذلك، يشمل برنامج “ماكرون” في “بوينوس آيرس” الخميس لقاءات ثقافية وسياسية، فيما سيعقد الرئيس الفرنسي، يوما الجمعة والسبت، على هامش قمة العشرين لقاءات ثنائية، خصوصًا مع الرئيسين الصيني “شي جينبينغ” والروسي “فلاديمير بوتين”، فيما لن يلتقي الرئيس الأميركي، الذي سيلتقي قادة آخرين بينهم المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل”، حسب برنامج “البيت الأبيض”.