في واقعة خلفت استياء وأسى وصدمة بين أقاربه كما بين زملائه الذين شاركوه المهنة ذاتها وهمومها، لم يضع الطبيب ياسين رشيد حدا لمسيرة حياته فقط، بل أيضا لمسار تكويني ودراسي حافل كطبيب مقيم حين عثر عليه يوم الخميس فاتح شتنبر الجاري منتحرا شنقا في غرفته بأحد المستشفيات الفرنسية حيث كان يمضي فترة تدريبية.
وفاة الطبيب المغربي الشاب، الذي كان قيد حياته يعمل طبيبا مقيما بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء بالموازاة مع متابعته دراسته في السنة الختامية-تخصص جراحة المسالك البولية-بكلية الطب والصيدلة بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، أثارت ردود فعل مستنكرة ومنددة بالأوضاع المهنية والتكوينية وبممارسات يصفها الأطباء المقيمون والداخليون بأنها تدخل ضمن خانة “سوء المعاملة”.
مصدر من عائلة الطبيب الفقيد صرح بأن “ذهاب ياسين إلى فرنسا من أجل تدريب هناك، جاء هربا من معاناة كانت تعرضه لضغط وترهيب وتحرش نفسي وصلت حد منعه من التكوين التطبيقي في قاعة العمليات الجراحية”، مشددا على “حدوث لبس في الرواية الرائجة؛ إذ لا يتعلق الأمر بضغوط من رئيس المصلحة بقدر ما كانت من طرف أستاذ مساعد ملتحق حديثا بالعمل في المركز الاستشفائي المذكور لم يكن ياسين وحده ضحية ممارسات تهديدية من طرفه، بل أيضا طلبة وأطباء مقيمون وداخليون آخرون”.
وأكد المصدر ذاته، ، أن “أسرة الفقيد سلكت مسطرة المتابعة القضائية عبر توكيل محام في القضية التي تتضمن شقين، إداري وقضائي”، موردا أن “الأسرة لها كامل الثقة في هيئات القضاء المختص وكذا إدارة المركز الاستشفائي وهيئة الأساتذة بكلية الطب لإنصاف ياسين ميتا على الأقل، بعدما لم ينصف حيّاً”.