قالت مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، الجيدة اللبيك، إن تعبئة شاملة واكبت تنزيل البروتوكول الصحي بالمؤسسات التعليمية التابعة للجهة برسم الموسم المدرسي 2020- 2021.
وأوضحت السيدة اللبيك، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنزيل بروتوكول صحي ناجع ومتماسك بالمؤسسات التعليمية يعكس ما تشهده الجهة من انخراط قوي لجميع المتدخلين في الحقل التربوي، من أكاديمية جهوية وسلطات محلية ومنتخبين وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ وممثلي المجتمع المدني.
وأضافت أن تضافر جهود مختلف الشركاء ساهم في دعم الإجراءات الوقائية المتخذة لإنجاح الدخول المدرسي الحالي في سياق الظرفية الاستثنائية الراهنة، والتعامل بفعالية مع الواقع البيداغوجي والتنظيمي الجديد، مع الحرص على السلامة الصحية للتلاميذ والأطر التربوية والإدارية.
وفي هذا الإطار، أشارت السيدة اللبيك إلى أنه تم، بتنسيق مع الجماعة الحضرية للداخلة، إطلاق حملة مكثفة للنظافة والتطهير، جرى خلالها تعقيم المؤسسات التعليمية والمرافق التابعة لها. كما أن هذه المؤسسات قامت بدورها باقتناء معدات خاصة بالتعقيم للانخراط بفعالية في الجهود الرامية إلى مكافحة انتشار هذه الجائحة.
وتابعت أن الأكاديمية عملت، بشراكة مع المديرية الجهوية للصحة، على إخضاع جميع الأطر التربوية والإدارية بمختلف المؤسسات التعليمية بالجهة للفحص الطبي الخاص بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). كما عقد الجانبان اجتماعات من أجل وضع خطة للتواصل بينهما تروم تعزيز التدابير الاحترازية المواكبة لانطلاق الموسم الدراسي.
وأشارت إلى أن هذه الدينامية الجماعية مكنت من توفير تجهيزات ومواد بيو طبية، وكميات مهمة من الكمامات التي تم توزيعها على المؤسسات التعليمية على سبيل الاحتياط، وكذا تجهيز المدارس بصنابير المياه وأجهزة قياس درجات الحرارة ومختلف المعدات التي تساعد على تطبيق مقتضيات البروتوكول الصحي.
من جهة أخرى، أكدت السيدة اللبيك أن الأكاديمية اعتمدت عددا من الإجراءات الاحترازية، وفقا للخطة التي وضعتها الوزارة والتي تمت أجرأتها وتنزيلها على أرض الواقع من أجل التعايش مع فيروس كورونا.
وترتكز هذه الإجراءات على تفويض الاعتمادات للمؤسسات التعليمية في إطار دعم مدرسة النجاح، واستغلال أي موارد مالية لاقتناء جميع ما يتعلق بالإجراءات الاحترازية والبروتوكول الصحي مثل البخاخات لتعقيم الأقسام ومعقمات اليدين، واعتماد التباعد الجسدي، والارتداء المنتظم للكمامات الواقية (مستوى الخامس ابتدائي فما فوق)، واقتناء البساط الخاص بالأحذية.
وأضافت أن هذه التدابير تشمل كذلك الالتزام بنشر وتوزيع مجموعة من المنشورات والملصقات والمطويات من أجل التذكير ولفت الانتباه إلى هذه الإجراءات الوقائية (التنصيص على غسل اليدين، والاكتفاء بالتحية عن بعد، وضرورة تغيير الكمامات والتخلص منها بشكل سليم…).
وأكدت أنه، بالنظر إلى أن أزيد من 80 في المئة من الآباء والأمهات بالجهة عبروا عن رغبتهم في أن يستفيد أبناؤهم من التعليم الحضوري، فقد تحتم على الأكاديمية القيام بتعديلات على المنظومة التربوية تضمن حق هذه الفئة من التلاميذ والتلميذات في التعلم وحقهم في السلامة الصحية بمعية الأطر التربوية والإدارية العاملة في القطاع.
وأوضحت مديرة الأكاديمية أن هذه التعديلات تهم، بالأساس، اعتماد نموذج تربوي جديد يرتكز على اللجوء إلى “التفويج” أي العمل على تقسيم الفصل الدراسي إلى فوجين اثنين، على أن يدرس كل فوج خلال نصف الغلاف الزمني حضوريا والنصف الثاني سيكون عبر التعلم عن بعد. وسيتم اعتماد نفس الشيء بالنسبة للفوج الثاني.
وأضافت أن اجتماع المنسقين الجهويين للتفتيش التربوي ناقش، من جهته، طبيعة المواد الأساسية وكيفية توزيع الساعات الدراسية والحصص التربوية بالنسبة لمختلف الأسلاك التعليمية بالجهة، على أن تختار كل مؤسسة تعليمية على حدة النموذج التربوي الذي ترغب في اعتماده وترسله إلى المديرية الإقليمية والأكاديمية الجهوية من أجل المصادقة عليه.
وبخصوص التوعية بخطورة الجائحة، قالت السيدة اللبيك إن وزارة التربية الوطنية اعتمدت مبادرات في هذا المجال عبر القنوات التلفزية ومجموعة من وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن ما تقوم به المصالح التابعة للأكاديمية على المستويين الجهوي والإقليمي.
وفي هذا الصدد، تضيف السيدة اللبيك، تم تنظيم برنامج للقيام بزيارات للمؤسسات التعليمية وإطلاق حملات تحسيسية داخل الوسط التعليمي، بتنسيق مع الأطر التربوية، مكنت التلاميذ والتلميذات من المتابعة المباشرة للنصائح والإرشادات الكفيلة بالحد من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، فضلا عن تنظيم ندوات عن بعد تضم جميع المتدخلين.
وأشارت إلى أن النوادي الصحية داخل كل مؤسسة تعليمية وضعت بدورها برامج للتواصل المستمر والمنتظم مع التلاميذ وأولياء أمورهم من أجل فرض احترام مقتضيات هذا البروتوكول الصحي، والدفع بالناشئة التعليمية نحو تحمل مسؤوليتها في هذا الإطار.