كان المقال الذي نشرته صحيفة ” فرونتير بوست ” الباكستانية سنة 2002، عن قيام الولايات المتحدة بزرع معدات إلكترونية خفية في المقاتلات الأمريكية الصنع الموجهة للبيع نجو المنطقة العربية، بمثابة الصدمة، خصوصاً و أن هذه المعدات يمكنها أن تستقبل إشارة من قمر صناعي أمريكي يترتب عليها شلل الأجهزة الإلكترونية في الطائرة تماما وخروجها عن سيطرة قائدها، وهو ما يعني سقوط الطائرة من تلقاء نفسها بدون إطلاق قذيفة واحدة عليها .
معلومات رغم خطورتها و ارتباطها بالواقع شيء ما، أعتبرت آن ذاك مبالغة و مجانبة للمنطق، فكيف لدولة كـ”الولايات المتحدة الأمريكية”، التي تستقر على أراضيها كبريات شركات تصنيع الأسلحة، أن تقدم منتوجات رديئة أو فاقدة للجودة، لدول تعتبر على قائمة مستورديها.
لكن التاريخ الحديث خير شاهد في هذا الصدد ؛ خصوصاً ما يتعلق بصفقات السلاح التي تمت مع الغرب قبل بداية حرب 1948، تلك التي شملت توريد أسلحة فاسدة إلى الجيش المصري، ذلك ما أثبتته بعض التدريبات الخفيفة التي قامت بها بعض وحدات الجيش المصري، وكشفت فساد كبير في الذخيرة .
صفقات الأسلحة الفاسدة هي نفسها اعتبرت واحدة من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 في مصر، لكن هل أحداث جوهرية في تاريخ المنطقة العربية أسهمت في تغيير فكر الغرب كثيرا عما سبق؟
غير بعيد عن ذلك خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أمس الأربعاء (10 أكتوبر 2018)، مؤكداً أن إسرائيل ملتزمة بمواصلة عملياتها في سوريا ضد إيران وحزب الله، رغم الجهود الروسية الرامية إلى تسليح “سوريا”.
موسكو التي كانت قد أعلنت تدابير جديدة لحماية عسكرييها في سوريا، ومن بينها تزويد دمشق بمنظومة “إس-300″، المضادة للطائرات الحربية، فكيف يمكن إذن أن لا تضع “إسرائيل” أي اعتبار لحصول دولة أخرى على سلاح، يشل حركة أبرز نقاط قوتها، إلا إذا كانت تعرف أن الدفاعات الجديدة للخصم تدخل ضمن تصنيف “الأسلحة الصديقة” ؟
إن من السخريات، أن تطلق الولايات المتحدة الأمريكية على هذا الطراز من الأسلحة الفاسدة التي لا تعمل ضدها أو ضد سياساتها إسم ” الأسلحة الصديقة “، إلا إذا كانت قد أطلقت عليها هذا الاسم لكي تبيعها في : ” سوق الحمقى “..!!