في تطور جديد يُسلّط الضوء على تعقيدات الحرب السيبرانية الحديثة، كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن تعرض مؤسسات حساسة في المملكة المتحدة، من بينها الجيش والبحرية ومكتب الأمن النووي، لهجمات إلكترونية منسقة نفذتها جهات يُعتقد أنها تقيم بالمغرب، ومرتبطة بتحالف دولي من قراصنة مؤيدين لروسيا وفلسطين.

وحسب نفس الصحيفة، فإنّ العملية التي تم تنفيذها خلال شهر مارس الماضي، حملت توقيع مجموعة تُعرف باسم “التحالف المقدس”، وهي شبكة مكوّنة من حوالي 90 خلية من “الهاكتفيست” أو القراصنة النّاشطين، الذين يتبنون خطاباً مناهضاً للقيم الغربية، ويستهدفون دولاً مثل أوكرانيا وإسرائيل والمملكة المتحدة.

زعيم هذا التحالف، الذي يطلق على نفسه اسم “السيد حمزة”، نشر على قناة “تليغرام” رسالة تهديد مرفوقة بتوثيقات للهجمات، قال فيها إن ما جرى “مجرد تحذير”، مضيفاً أن “القادم أسوأ”. وتُرجح التقارير أن المذكور ينشط من داخل التراب المغربي.

وتشير معلومات استخباراتية إلى أن بعض أفراد هذه الشبكة تلقوا تدريبات من الحرس الثوري الإيراني، فيما تتعاون مجموعات أخرى مع أجهزة استخبارات روسية، وهو ما يعزز المخاوف من تنامي التهديدات الإلكترونية المرتبطة بجهات دولية.

ورغم أن الحكومة البريطانية اِمتنعت عن التعليق الرسمي حول هذه العمليات، اِلتزاماً بسياسة عدم الإفصاح عن الرّدود على التهديدات السيبرانية، إلا أنّ وكالة الأمن السيبراني GCHQ كانت قد نبهت مؤخراً إلى تزايد وتيرة الهجمات الإلكترونية المنسوبة لكيانات تابعة لدول أجنبية، مشيرة إلى أن أبرزها يعتمد أسلوب “هجمات حجب الخدمة” التي تؤدي إلى توقف مؤقت في عمل المواقع المستهدفة.