“التنمّر” أو الـ”Bullying”؛ نوعٌ من أنواع العنف، الإيذاء أو الإساءة، يستفحل بشدة في صفوف المراهقين بالفضاءات التعليمية أو العامة، ومن أبرزها حالة الطفل السوري بشمال المملكة المتحدة، الذي تعرض للمضايقة و التعنيف من لدن زملائه داخل المدرسة، قبل أن تحصد حالته المزيد من الدعم و التنديد بالفعل المخزي.
الموضوع الذي يستأثر باهتمام بالغ على الساحة الدولية، دفع “أخبار تايم” لاستضافة مدرّب الفنون القتالية والمناهض للعنصرية “ستيوارت ماك جيل”، الذي أكد في مقابلته على برنامج “في سياق الأحداث”: “مناهضة العنصرية والميز والتنمّر يمكن أن تتمّ من خلال طرُق أخرى عدّة، كتدريب الأشخاص على الفنون القتالية مثلاً؛ من أجل مواجهة المتنمّرين والعنصريّين”.
ظاهرة “التنمّر”، وبحسب “ستيوارت”، تستدعي منّا التدخّل والتّوعية، وتعرية الحالات التي تُعاني من هذا المُشكل المُستفحل بالكثرة في صفوف المراهقين، ولهذا قال : “أتّخذ من وسائل التّواصل الإجتماعي، منصّة لتسليط الضّوء على هذه الظّواهر وتعرية المتنمّرين والعنصريّين، وآرائهم المتحجّرة أمام النّاس، وكذلك لتثقيف النّاس وتوعيتها حول مدى خطورة هذين الظّاهرتين اللتين تُعتبران وجهان لعملة واحدة”.
وبخصوص حالة الطّفل السّوري الذي جوبه من طفلٍ آخر متنمّرٍ بـ”إنجلترا”، يقول “ستيوارت” : “أعتقد أنّ استهذاف الطّفل (اللاجئ السّوري)، منذ أسابيع من طرف متنمّر بشمال “إنجلترا”، لم يكن فقط بسبب صغر حجمه أو ضآلة جسده، بل لأنّهُ يبدو مختلفاً (يقصد لون البشرة والعرق) أيضاً بسبب انتشار خطاب الكراهية من وسائل الإعلام البريطانية، خلال العقد الأخير، بشأن الإسلام والمسلمين والعرب، الشيء الذي يؤثّر سلباً على البعض ويجعلهم يبنون أفكاراً مغلوطة من خلالها يعمّمون ما ترتكبُهُ بعض الأقليّات أو الأفراد من أفعال سيّئة على كُلّ من هو مسلم أو عربي”.