في موقف لافت يعكس تحوّلًا متناميًا في الخطاب المدني الأوروبي، جدّد منتدى الكناري الصّحراوي، النّشيط في جزر الكناري الخاضعة للسّيادة الإسبانيّة، دعمه الصّريح للمبادرة المغربيّة للحكم الذّاتي كحل نهائي وواقعي لقضيّة الصّحراء، مشدّدًا على أنّ استمرار النّزاع يخدم فقط مصالح ضيّقة لقيادات جبهة البوليساريو والجهات الدّاعمة لها.
وأبرز المنتدى، في بيان رسمي أصدره اليوم الأحد، أنّ مضامين البيان المشترك بين وزيريْ الخارجيّة المغربي ناصر بوريطة والإسباني خوسي مانويل ألباريس، الموقّع بتاريخ 17 أبريل الجاري، تؤكّد من جديد أنّ المقترح المغربي هو الطّرح الأجدر بالدّعم الدّولي، لما يتّسم به من براغماتيّة واستشراف لمستقبل مستقر ومزدهر للمنطقة.
واعتبر المنتدى أنّ تصريحات الوزير بوريطة، التي انتقد فيها من يرفعون شعار الإستفتاء دون تقديم بدائل عمليّة، تتقاطع كليًّا مع مواقف المنتدى منذ تأسيسه، والذي لم يتوانَ عن التّعبير عنها رغم حملات التّشويه والضّغط التي طالته.
البيان ذاته أشار إلى أنّ الدّعم الدّولي للمبادرة المغربيّة آخذ في التّوسّع، مستشهدًا بمساندة 22 دولة أوروبيّة، إلى جانب مواقف قويّة من الولايات المتّحدة وفرنسا وعدد من القوى المؤثّرة عالميًّا، في وقت وُجّهت فيه انتقادات لاذعة لبعض الأطراف التي تُمعن في تشويه الحقائق ورفض الحلول الواقعيّة.
كما نوّه المنتدى بالتقدّم الملحوظ في تفعيل خارطة الطّريق الإسبانيّة المغربيّة، خاصّةً على مستوى التّعاون الثّنائي في مجالات الإقتصاد، الأمن، وتدبير ملف الهجرة، معتبرًا أنّ إعادة فتح الجمارك التّجاريّة بين المغرب ومدينتيْ سبتة ومليلية يشكّل مثالًا حيًّا على جدوى هذا المسار الثّنائي.
وفي ختام بيانه، دعا منتدى الكناري الصّحراوي الطّبقة السّياسيّة الإسبانيّة إلى التّحرّر من القيود الإيديولوجيّة وتغليب منطق المصلحة المشتركة، مؤكّدًا أنّ مبادرة الحكم الذّاتي المغربي تمثّل مخرجًا واقعيًّا لنزاع طال أمده، وأنّها تُتيح لسكّان الصّحراء فرصة لتسيير شؤونهم في إطار من الإستقرار الإقليمي والمؤسّساتي، بعيدًا عن معاناة اللّجوء وتوظيف المآسي الإنسانيّة لأغراض سياسيّة.