وسط أجواء من الحزن والألم، وبحضور العشرات من أقارب الضحايا، التي كان ذويهم على متن “قطار الموت” القطار السريع رقم 9 القادم من الدار البيضاء والمتوجه إلى القنيطرة، صباح أمس الثلاثاء، ولبّى مئات المغاربة نداءً أطلقه ناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي للتبرع بالدم لصالح ضحايا الحادث المأساوي الذي هزّ منطقة بوقنادل.
“قطار الموت” الذي كان يربط بين البيضاء والقنيطرة، والذي خلف سبعة قتلى بين نساء ورجال وأطفال، و125 مصابا بجروح متفاوتة، ضمنهم سائق القطار، إنحرف عن سكته على مستوى منطقة بوقنادل وسيدي الطيبي.
وعلى إثره، عجلت تعليمات ملكية بحلول وفد حكومي مكون من وزير الداخلية “عبد الوافي لفتيت”، ووزير التجهيز والنقل واللوجستيك “عبد القادر عمارة”، ورئيس جهة الرباط سلا القنيطرة “عبد الصمد السكال”، بالإضافة إلى تعبئة أمنية كبيرة، وعشرات سيارات الإسعاف التي ظلت تنقل الأموات والمصابين إلى عدد من المستشفيات للعلاج.
وشرعت السلطات المحلية بسلا، ومسؤولي مستودع الأموات بمقاطعة تابريكت، قرابة الساعة التاسعة في تسليم جثث بعض ضحايا حادثة القطار، خرجت من مستودع الأموات أول جثة للشاب الممرض الحديث التخرج، والذي يبلغ من العمر 21 سنة، ويتحدر من مدينة سيدي سليمان، وستقام له اليوم صلاة الجنازة.
وفي حديث مع الموقع، أكد بعض الشباب الذين يدرسون بالقنيطرة أنهم كانوا على متن الرحلة التي سبقت “قطار الموت” وأنهم شعروا ببعض الهزات حين وصولهم إلى مكان حدوث الكارثة.
من جهة أخرى، أطلق النشطاء الفايسبوكيون حملة لمحاسبة المتورطين في هذه الكارثة، كما طالب البعض بإستقالة وزير التجهيز والنقل واللوجستيك “عبد القادر عمارة”، و”محمد ربيع الخليع” المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، فيما دعا آخرون إلى مقاطعة قطارات الموت، بسبب المشاكل العديدة التي تعرفها، سواء تعلق الأمر بالتأخر عن المواعيد، أو بسبب الخدمات المتدنية.