اختتمت، مساء أمس الخميس، أشغال أولى جلسات النسخة الثانية من محادثات المائدة المستديرة المنعقدة على بالعاصمة السويسرية “جنيف”، برئاسة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة “هورست كولر”، و مشاركة مختلف أطراف النزاع حول “الصحراء”.
الاجتماع الذي احتضنته قلعة “لوروزي” بمنطقة “بوسين”، على بعد ثلاثين كيلومتراً من مدينة “جنيف” ، حضره الوفد المغربي برئاسة وزير الخارجية و التعاون “ناصر بوريطة”، كما الوفد الجزائري بقيادة وزير الخارجية “رمطان لعمامرة”، ووفد “جبهة البوليساريو” بزعامة “خطري أدوه”، رئيس “المجلس الوطني” للجهة، فضلاً عن الوفد الموريتاني الذي ترأسه وزير الخارجية “اسماعيل ولد الشيخ أحمد”.
نقاشات اليوم الأول، انصبت مناقشة توصيات القرارين الأخيرين لمجلس الأمن الدولي رقم 2414 و2440، فضلاً عن مخرجات جولة المحادثات الأولى، الداعية الى صب الاهتمام على القضايا السياسية والأمنية الإقليمية، في سبيل بناء تكامل إقليمي بين جميع الأطراف، إلى جانب بحث توافقات المعنيين بالنزاع حول تحديد معايير حل سياسي واقعي وعملي و”مستدام متفق عليه”.
مصادر دبلوماسية أكدت أن الوفد المغربي، انخرط ب في مناقشة “الحق في تقرير المصير”، شريطة استبعاد مبدأ “الانفصال” الذي تطالب به جبهة البوليساريو، وذلك تطبيقا لمقتضيات القرارين رقم 2414 و2440 الصادرين في أبريل و أكتوبر 2018، الداعيين الى ضرورة البحث عن حل سياسي واقعي، عملي ومستدام ومتفق عليه من قبل مختلف الأطراف، يفضي الى تقرير مصير المنطقة.
من جانبه حاول “هورست كولر”، خلال الأمس نهج مختلف سبل النقاش عن الوسطاء السابقين، من خلال إدخال مفاهيم جديدة في دينامية المفاوضات ترسخ مبدأ بناء جسور الثقة بين الأطراف، وتفضي إلى إقناع الفرقاء السياسيين بضرورة التعجيل بحل القضية بشكل يسهم في بناء التكامل الإقليمي بين بلدان المغرب العربي، فيما يربط فشل إيجاد تسوية سياسية للنزاع، بالتأثيرات الأمنية والاقتصادية والإنسانية المحتملة، التي قد تشل تقدم المنطقة المغاربية.
يذكر أن أشغال الجلسة الأولى دامت لأزيد من خمس ساعات متواصلة، فيما ستختتم اليوم الجمعة بتقديم المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء، إحاطة إعلامية تتضمن خلاصات ونتائج الاجتماعات الأممية بين مختلف الأطراف.