رغم تواضع الإمكانيات المتاحة، لا يزال الكتاب القرآني يحتفظ لنفسه بمكان جوهري في عملية التنشئة العلمية و الأخلاقية. النموذج من عاصمة أقاليم الصحراء “العيون”، حيث كتاب “النور” المكان الذي أنجب نجوم قرائية سطعت في سماء المسابقات القرآنية العالمية و العربية.
المركز الرابع في مسابقة القارئ العالمي بمملكة البحرين، المركز الأول في مسابقة فارس الطلبة، المركز الأول في مسابقة محمد السادس لتجويد القرآن الكريم، المركز الأول بالمسابقة الجهوية لحفظ و تجويد القرآن الكريم … إنجازات و غيرها يعددها الشيخ عبد الله الصيلي مدرس علم التجويد و المقامات الصوتية، الحكم الدولي في مسابقات التجويد بكل فخر.
ما إن تقترب من الفضاء الكائن بأحد الأحياء الغربية لمدينة العيون (حي كاطالونيا)، حتى تحس بهيبة هذا الصرح الذي أفنى فيه الرجل سنين يعلم فيها القرآن، و يتعلم من نباغة و نجابة تلاميذ لا يميزهم عن البقية من الأقران، سوى إصرار العزيمة و انتظام البرنامج الذي انعكس عليه نور و سكينة ما يتدارسونه لمرات ثلاث كل أسبوع.
اتصال فتواصل، وهاهي “أخبار تايم” في قلب المكان الذي يزيد كل من زاره فخراً و أملاً، أطفال بعمر الزهور بحذوهم التنافس الشريف، و تزيدهم الألسنة اللهاجة بالذكر تألقاً،”محمد سالم أندور” أحد أولائك الذين يتتلمذون على الشيخ “الصيلي”، يروي بكل فخر فصول مشاركته المتميزة بمملكة البحرين، حين مثل العيون و المغرب في أكبر محافل التجويد القرآني على الإطلاق، و يحث أقرانه على الاعتناء بالقرآن و إعلاء الهمة في حفظه و تجويده.
شأنه في ذلك شأن “رضا بادي” (13 سنة) القارئ على الطريقة المغربية، و “هارون الليلي” القارئ على الطريقة الحسانية، نجوم المسابقتين الوطنية و الجهوية للتجويد، توجيه الآباء، الإخلاص و التفاني، و برنامج “الصيلي” المحكم و المنتظم للحفظ و تعلم القواعد، مكناهما دون غيرهما من انتهاج طريق التميز و النجاح.
“أكاكاو فاطمة” هي الأخرى دليل دامغ على رحابة مكان الفتاة المسلمة في حضرة القرآن، صاحبة الـ15 ربيعاً من بين أخريات يتتلمذن على الشيخ “صيلي” ، بدأت حديثاً تتلمس طريق التميز من بوابة المسابقة الجهوية للتجويد و الحفظ، على أن يكون لها بحسب شيخها، مستقبل متميز.
المكان الصحيح لإيجاد بيئة تربوية سلييمة، هو كذلك “كتاب النور”، الذي يستمر في تخرج أجيال من القراء فضلاً عن تزويد مسارات الدراسة الشرعية، بطلبة مؤهلين لاستكمال مشوار التحصيل العلمي الشرعي.