بالرغم من التحديات التقنية والصحية التي تطرحها أزمة فيروس كورونا المستجد، عاد أسطول الصيد “بارباتي” المنتمي إلى الجنوب الإسباني للصيد في المياه المغربية، ابتداء من يوم الاثنين الماضي، بعد فترة توقف دامت نحو شهرين، احتراما للراحة البيولوجية، الفترة التي ينص عليها الإتفاق المغربي الأوروبي للصيد البحري.
و بحسب ما أوردته مصادر إعلامية، فقد أكد “طوماس باتشيكو”، رئيس شراكة “بارباتينا” للمقاولين في قطاع الصيد، عودة السفن الإسبانية إلى المياه المغربية، فيما لاتزال أخرى تنتظر الحصول على الرخصة، لكنه أشار إلى أن هذه العودة قيدت بشروط فرضتها الظرفية الحالية.
حيث فرضت الحكومتين المغربية والإسبانية على قائد سفينة الصيد الالتزام بمجموعة من الإجراءات الصحية قبل الدخول إلى المياه المغربية، بينها ضرورة قياس حرارة كل الطاقم قبل الصعود إلى السفينة، نظرا إلى أن ارتفاع درجة الحرارة يعتبر أحد أعراض فيروس كورونا المستجد، رغم أن الدراسات أكدت أنه ليس كل مصاب بالحمى مصاب بالفيروس.
كما فرض على القائد منع كل من يسعل أو يعطس من الصعود إلى السفينة، فضلا عن التأكد من ألا يكون أي من أفراد الطاقم خالط أحد المصابين بالفيروس، إلى جانب التزود ببعض المعدات الضرورية للوقائية من الوباء، لاسيما بعد تنبي المغرب قرار ضرورة وضع الكمامات، بالإضافة إلى الحفاظ على متن السفينة على مسافات الأمان الضرورية.
ورغم هذه الإجراءات الصارمة، فإن نوعا من الارتياح يدب وسط الصياديين الإسبان، إذ يبدو أن الحكومة المغربية أعفتهم من إجراء الدخول إلى الموانئ المغربية القريبة للخضوع للمراقبة قبل العودة إلى إسبانيا، حيث أصبح بإمكانهم الصيد والعودة مباشرة إلى الموانئ الإسبانية وفق ما أكدته صحيفة “دياريو دي قادس”.
وينص الاتفاق الموقع بين الرباط وبروكسيل على أن ترسو 30 في المائة من كميات الأسماك التي صيدت في الموانئ المغربية قبل نقلها إلى إسبانيا، وهو الشيء الذي كان الصيادون الأوروبيون قد طالبوا بإلغائه، في حين تبلغ قيمة الاتفاق الذي يمتد حتى يوليوز 2023، حوالي 52 مليون أورو سنويا (208 ملايين أورو في أربع سنوات).