أثار الإعلان عن الزّيارة المرتقبة لولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، إلى تونس في 27 من نونبر الجاري، موجة غضب عارمة في صفوف التّونسيّين، الذين وصفوا هذه الزّيارة المنتظرة، على أنّها “تدنيس” لتراب بلادهم، معبّرين بذلك عن رفضهم لذات الزّيارة.
ووفقاً لما يعرفه الوضع الرّاهنُ لـ”تونس”، من حساسيّةٍ متراكمة زادت الزّيارة المرتقبة للعاهل السّعوديِّ من وقعها، تباينت الروايات والتّأويلات؛ بشأن الجهة الواقفة وراء حلول “محمد بن سلمان” على تونس نهاية الشّهر الجاري، وهو ما خلّف انتقادات لاذعة، يكادُ يُجمعُ عليها كُل التّونسيّين برفضهم لاستقبال “أحد المُتورّطين في جرائم ضدّ الإنسانية” تمّ اقترافها داخل وخارج “السّعوديّة”.
وبالنّظر لما تناقلتهُ مصادر اعلامية تونسيّة في تقاريرها، فإنّ الزّيارة المرتقبة لـ”بن سلمان”، تأتي وفق دعوةٍ بعث بها لهُ، الرّئيس التونسيُّ “الباجي قائد السّبسي”، يأتي هذا، في الوقت الذي أكّدت فيه تقاريرٌ أخرى، نقلا عن مصادر بوزارة الخارجية التونسية ورئاسة الجمهورية، أنّ الزّيارة كانت بطلب من “بن سلمان” الذي تقدّم بها لـ”قائد السّبسي”.
وفجّرت الزّيارة المرتقبة موجة كبيرة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب البعض على وسائل التواصل الاجتماعي إنه “لا لزيارة أبو منشار إلى تونس”، في إشارة إلى حادثة تقطيع جثّة خاشقجي من قبل الطبيب الشرعي صلاح الطبيقي، داخل قنصليّة المملكة بـ”إسطنبول”، في 2 أكتوبر الماضي، بأوامر عليا.
فيما أعلنت مجموعة مكوّنة من 50 محامياً، ورفضاً منهم لهذه الزّيارة، التي سيقدم عليها ولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، أنّها ستُقدّمُ دعوى قضائية؛ لمنع “بن سلمان” من زيارة “تونس”، والتي قالو بأنّها تأتي لـ”فكّ عزلته على خلفيّة مقتل خاشقجي”.
حريٌّ بالذّكر؛ أنّ الزّيارة المرتقبة لولي العهد السعودي، تأتي تزامُناً مع جولةٍ سيُجريها في المنطقة، قبل أن ينتقل بعدها إلى “الأرجنتين” للمشاركة في قمّة العشرين، التي من المُنتظر أن تنعقد يومي 30 من نونبر الجاري و اليوم الأوّل من مطلع الشّهر المقبل، في العاصمة الأرجنتينيّة “بيونس آيريس”.