في خطوة دبلوماسيّة حازمة، بعث السّفير الممثّل الدّائم للمغرب لدى الأمم المتّحدة، عمر هلال، برسالة رسميّة إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدّولي، يفنّد فيها الإدّعاءات “المضلّلة” التي أطلقها نظيره الجزائري بشأن قضيّة الصّحراء المغربيّة، خلال جلسة خُصّصت لمناقشة التّحدّيات المرتبطة بالنّزوح القسري على الصّعيد العالمي.

السّفير المغربي اِعتبر تصريحات ممثّل الجزائر، عمار بن جامع، محاولة مكشوفة لتزييف الحقائق واستغلال حضور المفوّض السّامي لشؤون اللّاجئين، فيليبو غراندي، للتّرويج لمغالطات بخصوص ساكنة مخيّمات تندوف. هلال شدّد على أنّ هذه الفئة ليست “نازحة قسرًا” كما ادّعى الطّرف الجزائري، بل هي “سكّان محتجزون منذ نصف قرن”، محرومون من أبسط حقوقهم، بما في ذلك حريّة التّنقّل والعودة الطّوعيّة إلى الوطن.

ووصف هلال خطاب الجزائر بـ”المناورة البالية”، مؤكّدًا أنّ البلاد ترفض بشكل منهجي السّماح للمفوضيّة السّامية بإجراء إحصاء رسمي لساكنة تندوف، وهو ما فتح الباب لاختلاس واسع للمساعدات الإنسانيّة، كما وثّقته تقارير صادرة عن هيئات دوليّة من بينها المكتب الأوروبّي لمكافحة الغش وبرنامج الأغذية العالمي.

وفي معرض ردّه على ما وصفه بـ”هوس الجزائر بالإستفتاء”، أشار هلال إلى أنّ هذا الخَيار طُوي نهائيًّا منذ أكثر من عقديْن، سواء على مستوى مجلس الأمن أو الجمعيّة العامّة. كما ذكّر بأنّ المبادرة المغربيّة للحكم الذّاتي، التي تحظى بدعم دولي واسع، تظل الإطار العملي والواقعي لتسوية النّزاع، بما يحفظ السّيادة الوطنيّة للمملكة ووحدتها التّرابيّة.

السّفير المغربي شدّد على أنّ الجزائر تتحمّل كامل المسؤوليّة عن الجمود الحالي، بسبب رفضها المشاركة في الموائد المستديرة التي دعت إليها الأمم المتّحدة، وإصرارها على الخطاب الأُحادي الذي يتنافى مع توجّهات المنتظم الدّولي.

وفي ختام الرّسالة، أشار هلال إلى أنّ تصريح المفوض السّامي لشؤون اللاّجئين لم يتضمّن أي دعم أو حتّى إشارة إلى مزاعم الجزائر، ما يشكّل تجاهلاً ضمنيًّا لمضمون خطابها.

ومن المرتقب أن تُنشر الرّسالة المغربيّة في السّجلّات الرّسميّة للأمم المتّحدة، لتُضاف إلى سلسلة الوثائق التي تُدين التّضليل الجزائري المتواصل داخل أروقة المنظّمة الأمميّة.