أحيت دار الشعر بمدينة تطوان، مساء يوم الجمعة المنصرم، أمسيةً شعريّةً تداعى لها حضور مكثّف، وإلى جانب المغاربة كان الإسبان حاضرون في ليلة مقمرة بأبرز الشعراء المغاربة، والذي يأتي على رأسهم ابن الصّحراء، الشّاعر عمر الرّاجي، الذي مثّل المغرب في أبهى الحُلل، خلال مشاركته الأخيرة ضمن مسابقة أمير الشّعراء، التي اِحتلّ المركز الخامس في تصفياتها النّهائيّة، إلى جانب ثُلّة من صفوة الشّعراء بالعالم العربي .
وكان قد شهد فضاء مدرسة الصّنائع والفنون الوطنيّة بتطوان، يومه الجمعة 23 من الشهر الجاري، أمسية شعرية، تخلّلها العزف على العود، بمعزوفات موسيقيّة مختلفة تتماهى والقراءات الشّعريّة، التي تغنّى بها الشعراء الثلاثة، عمر الراجي، بلحاج و عدنان، الأصوات الشعريّة الأقوى بالمغرب، و الأشد حضورا في السّاحة المغربيّة والعربيّة، ليعلنوا ثورة الشّعر وانبعاث تجربة دار الشّعر بتطوان من جديد، و ليسافروا بالحضور الذي استمتع بهده الأمسية الماتعة من “ليالي الشعر”، عبر فترات من الزّمن، وحقب من التّاريخ الزّاخر بحكايا الأندلس، عطفا على ذاكرة إشبيلية و قرطبةَ و غرناطة، و في لمحةٍ خاطفة لعاصمة الأنوار الفرنسية .
و تعتبر مشاركة الشاعر الفذ، عمر الراجي، في هذه التّظاهرة الثّقافية الشعرية، إحدى صولاته التي تسجل حضوره في المشهد الثقافي الوطني، على غرار باقي الجولات التي عرفت حضوره اللافت في السّاحة الثّقافية العربية، فكان هدهد الصّجراء الذي حمل النّبأ اليقين في عدد من المشاركات الوطنيّة منها والدّولية، قبل أن ينثر رذاذ كلماته الشعريّة العذبة في آخر ظهور له إلى الآن، أمام حضور أمسية “ليالي الشعر” الذي تطيّب بأبيات شعره في الختام، وأتاه النّبأ اليقين مسلوبا من هدهد الصّحراء على غير العادة، في محاكاة من الشّاعر عمر الرّاجي لإحدى قصائده التي جاء فيها : وتسلبني اليقينَ بكُلِّ وُدّْ / و تمنحُني عزاء الذّكريات .