رغم تسجيل مئات حالات الإصابة بفيروس “كورونا” المستجد في اليوم الواحد بالعاصمة الإقتصادية للمملكة، الدار البيضاء، إلا أن عدم إلتزام المواطنون بإجراءات الوقاية واضحا للعيان، وذلك في ظل التراخي العام الذي يسم سلوكات السكان، لا سيما القاطنين بالأحياء الشعبية.
والملاحظ أن مجموعة كبيرة من الفضاءات التجارية لم تعد تحترم التدابير الصحية الموصى بها، خاصة توفير أدوات التعقيم وقياس درجة الحرارة، إلى جانب الاكتظاظ الذي يوجد بأروقتها في بعض الأحايين؛ الأمر الذي يهدد بتفشي المرض وسط الزبائن.
وتغيب الإجراءات الاحترازية أيضا في الأسواق الشعبية بالقطب المالي، بالنظر إلى الازدحام الشديد للناس في ظل ضعف مراقبة السلطات المحلية، ما قد يجعلها تتحول إلى بؤر وبائية من شأنها نثر الفيروس بالمدينة.
وما زالت جهة الدار البيضاء سطات تسجل أرقاما مرتفعة على مستوى أعداد المصابين خلال الأسابيع الأخيرة؛ ما دفع السلطات المسؤولة إلى اتخاذ مزيد من التدابير الصارمة، التي تروم السيطرة على الحالة الوبائية القلقة.
وقد أثارت الوضعية الوبائية انتباه المسؤولين بالجهة الاقتصادية، ضمنهم نبيلة الرميلي، المديرة الجهوية للصحة بالدار البيضاء سطات، التي سبق أن قالت إن “الكثافة السكانية التي تعرفها الدار البيضاء، بوصفها العاصمة الاقتصادية للمملكة، ساهمت في الوضعية الوبائية الراهنة؛ لأنها تعرف كثيرا من الحركية مقارنة بالمدن الأخرى، مما جعلها تسجل الكثير من الحالات الإيجابية”.
وأبرزت الرميلي أن “الحالات الصعبة والحرجة مرتفعة في مدينة الدار البيضاء، ولا تصل المستشفيات حتى تبلغ مراحل متقدمة من المرض. كما سجلت المدينة، أيضا، معدل إصابة تراكمي مرتفعا للغاية في الأسابيع الأخيرة، حيث يشكل ضعف المعدل المسجل على الصعيد الوطني”.
وأضافت المسؤولة الصحية ذاتها: “تسجل المدينة كذلك معدلا يوميا مرتفعا من ناحية الإصابات بـ”كورونا”؛ غير أنّ هناك عاملا إيجابيا يتمثل في معدل الشفاء الذي يصل إلى 83.5 في المائة”. واستطردت قائلة: “سنمر بمرحلة صعبة في نونبر، مما يستدعي تضافر الجهود لتجاوز المرحلة المقبلة”.