عادت ولاية سيدي بوزيد لتتصدّر واجهة الأحداث في تونس، بعد أن شهدت مدينة المزونة، يوم الإثنين، فاجعة أليمة تمثّلت في انهيار سور مؤسّسة تعليميّة، أودى بحياة ثلاثة تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 18 و19 سنة، فيما أصيب عدد آخر بجروح متفاوتة الخطورة.

الحادث المفجع، الذي هزّ مشاعر التّونسيّين، أعاد إلى الأذهان صورة الإهمال المزمن الذي ينهش قطاع التّعليم، كما أحيا رمزيّة هذه المنطقة التي كانت مهد شرارة “ثورة الياسمين” قبل أكثر من عقد، حين أضرم البائع المتجوّل محمد البوعزيزي النّار في جسده، إحتجاجًا على القهر الإجتماعي.

وتحوّلت مشاعر الغضب إلى تحرّكات إحتجاجيّة واسعة، حيث دعت نقابة التّعليم الثّانوي إلى تعليق الدّراسة وتنظيم وقفات إحتجاجيّة، محمِّلةً وزارة التّربية والسّلطات المركزيّة كامل المسؤوليّة في هذه الكارثة. كما شهدت المزونة إحتجاجات تلقائيّة واجهتها قوّات الأمن بالقوّة، مستعملةً الغاز المسيّل للدّموع، وسط تنديد شعبي واسع.

وساهمت مشاهد مأساويّة، مثل خروج شقيق أحد الضّحايا باكياً ومندّداً بتأخّر إنقاذ أخيه، في تعميق حالة الإحتقان، خاصّةً بعد حديث الأهالي عن قطع التيّار الكهربائي عن المدينة بشكل كامل، في محاولةٍ للسّيطرةِ على الوضع.

وفي ظِلِّ تصاعدِ الغضب، اِكتفى الرّئيس قيس سعيّد ببيان مقتضب أعرب فيه عن “ألمه العميق” للحادث، محمّلاً المسؤوليّة لكل من أهمل واجبه، مشيراً إلى أنّ السور كان آيلاً للسّقوط منذ مدّة، دون أن يتم اِتّخاذ الإجراءات اللّازمة لصيانته.