أثارت زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، إلى الصحراء المغربية، في أول زيارة رسمية لعضو حكومي فرنسي إلى المنطقة، ردود فعل حادة من الجزائر. وسارعت الخارجية الجزائرية إلى إصدار بيان يوم الثلاثاء، تعبر فيه عن “إدانتها الشديدة” للزيارة، التي وصفها البيان بأنها “استخفاف بالشرعية الدولية”، وتكرس “سياسة الأمر الواقع” في الصحراء المغربية. كما اعتبرت الجزائر أن هذه الزيارة تروج لصورة تضامن بين القوى الاستعمارية القديمة والجديدة، متجاهلة حقوق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
من جهة أخرى، انتقد المحامي والحقوقي المغربي محمد الغلوسي البيان الجزائري، معتبرًا أن النظام الجزائري الذي يدافع عن “حق تقرير المصير”، يطبق على شعبه نظام حكم استبدادي يشبه إلى حد بعيد “الديمقراطية الشعبية” التي كان يروج لها معمر القذافي. وأضاف الغلوسي في تدوينة له أن الجزائر كانت قد خدعت الرأي العام بأكذوبة محايدتها في قضية الصحراء المغربية، وأن موقفها اليوم يكشف عن نوايا استعمارية في المنطقة. وأكد أن “الصحراء مغربية” وأن الشعب المغربي هو الأجدر بتقرير مصيره.
في المقابل، أكدت وزيرة الثقافة الفرنسية في تصريحات إعلامية أن زيارتها تهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية بين المغرب وفرنسا، مشددة على أن الروابط بين البلدين قد تعززت بشكل كبير منذ زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، والتي أرسلت رسالة دعم واضحة لمغربية الصحراء، متضمنة تأكيده أن مستقبل المنطقة سيكون ضمن السيادة المغربية.