في تطور خطير يعكس تصاعد التّوتر داخل مخيمات تندوف، شهد مخيم ما يُدعى بـ”ولاية الداخلة”، أحد أبرز معاقل جبهة البوليساريو، مواجهات مسلحة عنيفة اِستُخدمت فيها الذّخيرة الحيّة بين الجيش الجزائري وعدد من سكّان المخيم.
وأسفرت هذه الإشتباكات عن مقتل شخص يدعى سيد أحمد بلالي، وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، من بينهم ثلاث حالات حرجة.
الواقعة التي جرت في نطاق دائرة العرگوب ليست الأولى من نوعها، بل تأتي لتُعمّق جراح المدنيّين في المنطقة، وتُضاف إلى سلسلة اِنتهاكات قاتلة نُسبت إلى القوّات الجزائريّة. ففي سنة 2022، لقي ستّة مُنقّبين عن الذّهب حتفهم حرقًا على يد حرس الحدود الجزائري، كما قُصف رتل من سيّارات المدنيّين بطائرة مسيّرة صيف 2024، ما أودى بحياة العشرات، تُركت جثثهم لأيّام دون تدخّل إنساني.
تكرار هذه الحوادث الدّمويّة يضع السّلطات الجزائريّة تحت مجهر الإتّهام بانتهاك صارخ لحقوق الإنسان داخل المخيمات، وسط صمت دولي مقلق وتغاضٍ من قيادة البوليساريو التي تلتزم موقف المتفرّج، ما يزيد من معاناة ساكنة تندوف ويُفاقم شعورهم بالخذلان والنّسيان.