تعتبر الشقيقة من الأمراض الشائعة في وقتنا الحالي، و هي عبارة عن صداع نابض في الرأس، يستمر من ساعات إلى أيام حسب الشخص، و يبدأ من مقدمة الرأس إلى جوانبه، و هذا الألم لا يكون مستقرا حيث يبقى يزيد و ينقص مع مرور الوقت، وأي حركةٍ أو نشاط أو تعرض للضوء أو صوت عالي، يمكن أن يترك الشخص في حالة من المعاناة لا تحتمل، و من الممكن أن يؤدي إلى غثيان و تقيؤ.
والشقيقة تأتي على شكل نوبات متكررة و هذه النوبات يمكن أن تستمر من ساعات إلى أيام، الشيء الذي يترك الشخص المريض يبحث عن مكان هادئ و مظلم لتخفيف من حدة الألم عليه، هذه النوبات تكون على الشكل التالي؛ مرتين في السنة غالبا، و هذا معدل طبيعي تقريبا و تكون بمثابة رسالة من جسمك، لإخ بارك أنه يحتاج للراحة أو عطلة، و هذا ناتج عن نمط حياة غير صحي أو به خلل ما، مثل السهر أو التغذية الغير الصحية.
أما في حالة أكثر من مرة في الشهر، فهذا يعني أنك مريض بالشقيقة أو الصداع النصفي و تحتاج لتدخل علاجي، و هذه النوبات يمكن أن تأتي بشكل مفاجئ أو بإنذارات مسبقة مثل؛ ضوءٍ في العين، الحكة أو الوخز في الذراعين أو الساقين، عدم الرغبة في الكلام، العطش و النعاس.
من بين أعراضها الأولية أو مرحلة ما قبل الصداع ؛ الإمساك، فقدان الشهية، القلق و الهيجان، تشنجات الرقبة، التثاؤب المستمر، أما الأعراض الثانية أو مرحلة الأورة Laura: هي العرض العصبي الأكثر شيوعا و تكون على شكل اضطرابات بصرية و اضطرابات حسية و حركية …و يمكن لهذه الأعراض أن تستمر من 20 إلى 60 دقيقة، تليها مباشرة مرحلة الصداع و يمكن لهذا الصداع أن يستمر إلى ثلاث أيام و تختلف حدة الألم من شخص لآخر، و هذا الصداع يمكن أن يكون ألم حاد في نصف الرأس، مصاحبا بحساسية من الضوء و الأصوات المرتفعة و بعض المرات حتى الروائح، غثيان و تقيؤ، عدم وضوح الرؤية، وأخيراً المرحلة الرابعة وهي ما بعد الصداع و تعتبر مرحلة ما بعد الصداع هي المرحلة الأخيرة و التي يحس المريض فيها بالعياء و الفشل و تعب و كأنه كان يحارب.
حرّي بالذِكر أن الأشخاص الأكثر عرضة لنوبات الشقيقة هم النساء، حيث تصاب بهذا المرض بشكل كبير مقارنة بالرجال، حيث أن هناك 18% من النساء يُصبن بالشقيقة مقارنة ب 16% من الرجال، وهناك العديد من الأدوية التي تساهم في العلاج، مثل مضادات الالتهاب غير “الستيروئيدية” و الأدوية مانعة للغثيان، لكن للحصول على أفضل النتائج يجب الراحة أو النوم في غرفة مظلمة بعد تناول المسكنات.