ينطلق رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرارد لارشي، اليوم الأحد، في زيارة رسمية إلى المغرب تستمر حتّى 26 فبراير الجاري، تتضمن لقاءات مع كبار المسؤولين المغاربة وزيارة للأقاليم الجنوبية.

وتأتي هذه الزّيارة وسط تجاهل كامل للرّدود المتوقّعة من الجزائر، التي لطالما انتقدت التوجهات الفرنسية نحو تعزيز التعاون مع الرباط، كما حدث مع زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي، الأسبوع الماضي.

وفد رفيع المستوى في مهمّة دبلوماسيّة

يرافق جيرارد لارشي في زيارته وفد رفيع المستوى، يضم كريستيان كامبون، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية-المغربية، وسيدريك بيرين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية، بالإضافة إلى هيرفي مرسيليا وكورين فيريه، نائبي رئيس مجموعة الصداقة. هذه الزيارة تؤكد الأهمية التي توليها باريس لتعميق علاقاتها مع المملكة المغربية في جميع المجالات.

لقاءات مع كِبار المسؤولين المغاربة

ووفقاً للبرنامج المُعلن، سيُستقبل لارشي في مطار الرباط-سلا اليوم، من قبل رئيس مجلس المستشارين المغربي، محمد ولد الرشيد، قبل أن يلتقي مع ممثلي الجالية الفرنسية في المغرب. وفي اليوم التالي، سيعقد رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين المغاربة، بينهم رئيس مجلس المستشارين، نائب رئيس مجلس النواب، وزير الخارجية ناصر بوريطة، ورئيس الحكومة عزيز أخنوش.

زيارة الأقاليم الجنوبيّة لتعزيز موقف باريس بشأن الصّحراء

في اليوم الثالث من الزيارة، الثلاثاء المقبل، سيتوجه لارشي والوفد المرافق له إلى مدينة العيون في الصحراء المغربية. تأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز موقف فرنسا المؤيد لمغربية الصحراء، وتأكيد رغبتها في تقوية الشراكات الاقتصادية والسياسية مع المغرب. ستشمل الزيارة الاطلاع على مجموعة من المشاريع التنموية في المنطقة، مثل المركز الاستشفائي الجامعي الجديد وعدد من مشاريع البنية التحتية في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.

التّوتّر الجزائري في ظِل التّقارب الفرنسي-المغربي

تتزامن الزيارة مع التوتر المتصاعد في العلاقات بين الجزائر وفرنسا، خاصة بعد زيارة وزيرة الثقافة رشيدة داتي إلى الصحراء المغربية، التي أثارت غضباً في الجزائر. ورغم الانتقادات الجزائرية، تواصل فرنسا تعزيز علاقاتها مع المغرب، مما يعكس موقف باريس الثابت في دعم الرباط، بغض النظر عن ردود الفعل الإقليمية.