انتهى الديربي البيضاوي رقم ال124، الذي جمع بعد ظهر اليوم السبت على أرضية ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، بين الغريمين التقليديين الرجاء و الوداد البيضاويين بالتعادل هدف لمثله. وذلك برسم منافسات الدورة ال25 للبطولة الوطنية الاحترافية اتصالات المغرب لأندية القسم الأول لكرة القدم.
وكان فريق “القلعة الحمراء” سباقا للتسجيل بواسطة اللاعب أمين عطوشي في الدقيقة 38، قبل أن يعدل النتيجة لفائدة فريق “النسور الخضر” اللاعب بدر بانون في الدقيقة 88.
وهو التعادل ال60 بين الفريقين في تاريخ المواجهات بين قطبي كرة القدم المغربية منذ أول لقاء جمع بينهما سنة 1957. ويتفوق الرجاء على الوداد في عدد مرات الفوز، حيث انتصر الرجاء في 35 مرة، فيما تفوق الوداد في 29 مباراة.
وعقب هذا التعادل ارتقى الفريقان معا إلى المركز الثالث بمجموع 37 نقطة إلى جانب الدفاع الحسني الجديدي الذي سيحل غدا الأحد ضيفا على أولمبيك خريبكة.
وخاض مدرب الرجاء، الإسباني كارلوس غاريدو، مباراة الديربي الثانية في مشواره بعد فوزه في فبراير الماضي على الوداد بهدفين لواحد، بينما خاض التونسي فوزي البنزرتي اليوم السبت مباراة الديربي الثالثة له في المغرب بعد فوزه إياب موسم 2013- 2014 بهدفين لصفر، وخسارته في الديربي الأخير رفقة الوداد 2-1 .
ولم يخرج لقاء اليوم، الذي أداره طاقم تحكيم بقيادة الدولي رضوان جيد، عن طابع المواجهات المحلية حيث غلب عليه النهج التكتيكي الموغل في التحفظ والحيطة والحذر ما أثر نوعا ما على المستوى التقني الذي جاء لابأس به بعدما تركز اللعب في وسط الميدان مع بعض المحاولات الفردية من الطرفين خاصة عن طريق الأجنحة.
و ساد نوع من الاحتياط والحذر من الفريقين، فغابت الفرص الحقيقية للتسجيل، لعدم إيجاد الحلول لمهاجمي الرجاء والوداد، وكانت الضربات الثابتة مصدر قلق الحارسين، بدليل ضربة خطأ، سددها نهيري بقوة، لكن حارس الرجاء بوعميرة، يتدخل ويبعد الكرة بصعوبة.
وعلى الرغم من التحفظ، والذي يرجع بالأساس إلى محاولة كلا الفريقين تفادي الهزيمة، فإن الفرجة تحولت من المستطيل الأخضر إلى المدرجات وذلك بفضل اللوحات الفنية الرائعة التي اجتهد جمهور الفريقين في رسمها منذ انطلاق اللقاء الذي شهد حضورا جماهيريا لابأس به وعلى غير العادة، ملأوا جنبات المركب الرياضي، وتفننوا وتنافسوا كل بطريقته الخاصة ومن خلال أجواء احتفالية رائعة (أعلام ملونة بالأحمر والأخضر، أناشيد ممجدة، شعارات، هتافات، سحب دخانية حمراء وخضراء …) في تقديم صورة حضارية راقية نهلت من تاريخ الفريقين الموغل في القدم والحافل بالبطولات والألقاب.
ومع ذلك، زكى هذا الموعد الكروي، مرة أخرى، المكانة التي يحتلها “الديربي البيضاوي” كواحد من بين أفضل الديربيات المشهود لها بالعراقة والقوة والإثارة والتشويق عبر العالم وذلك بشهادة جميع الخبراء والمتتبعين وفي مقدمتهم الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وزادت المجهودات، التي بذلتها جميع مكونات العاصمة الاقتصادية للمملكة من سلطات محلية وأمنية وإدارة مسيرة ولاعبون وحكام وجمهور، من نجاح هذا العرس الكروي الكبير الذي ينتظره ليس فقط المهووسون بحب الحمراء أو العاشقين للخضراء بل الجمهور الرياضي المغربي قاطبة مرتين كل موسم.