هاجمت مجموعة من حيتان الأوركا القاتلة، في مياه مضيق جبل طارق، قارب صيد مغربي. الأمر الذي دفع أفراد الطّاقم للمسارعة في توجيه نداء إستغاثة لخدمات الإنقاذ البحري، دون جدوى، بعدما أفزعهم الهجوم.

ووفق ما رواه الصيّادون، فقد تعرّض قاربهم البدائي لهجوم الحيتان القاتلة، ما أدّى إلى تمايله بشكل خطير نتج عنه دخول المياه إليه. وحاول هؤلاء البحّارة التّواصل مراراً مع خدمات الإنقاذ البحري في منطقة طنجة تطوان الحسيمة، لكن ذلك لم يجدِ نفعا ولم يتوصّلوا بأيّ رد لإغاثتهم.

وبحسب نفس المصدر، فقد أثار هذا التّأخّر في الإستجابة غضب الصّيّادين الذين انتقدوا بشدّة خدمات الإنقاذ البحري، واتّهموها بالإهمال وعدم الإهتمام بسلامة البحّارة. ووفقاً للصيّادين، فإنّهم ينقذون أنفسهم عادةً في مثل هذه الحالات، كما تتدخّل القوارب الإسبانيّة أحياناً لإنقاذهم، وفق صحيفة “الفارو”، أمس الثّلاثاء 11 يونيو الجاري.

وتّم توثيق مقطع فيديو للحظة الهجوم من على متن القارب، حيث تظهر الحيتان القاتلة وهي تدفع القارب بقوّة، ممّا هدّد بغرقه. وبفضل تدخّل صيّادين آخرين كانوا في نفس المنطقة، تمكّن أفراد طاقم القارب المنكوب من النّجاة بأنفسهم.

وفي أعقاب هذا الحادث، حذّرت السلطات الإسبانيّة القوارب الصّغيرة من الإقتراب من السّاحل لتجنّب المواجهات مع الحيتان القاتلة خلال فصل الصّيف، حيث تنتشر هذه الحيتان بشكل أكبر في هذه الفترة.

ودعت وزارات النّقل والبيئة والبحريّة التّجاريّة الإسبانيّة، أصحاب المراكب الشّراعيّة والقوارب الصّغيرة، إلى توخّي الحذر ومراقبة حركة الحيتان القاتلة في المنطقة الواقعة بين جبل طارق وخليج قادس، خاصّةً في الفترة ما بين شهري ماي وغشت.

إلى ذلك، تشير إحصائيّات جمعيّة أتلانتيك أوركا، وهي مجموعة من الباحثين الإسبان والبرتغاليّين المتخصّصين في دراسة الحيتان القاتلة، إلى وقوع 197 مواجهة معروفة بين هذه الحيوانات والبشر في المياه المحيطة بشبه الجزيرة الأيبيريّة خلال عاميْ 2021 و 2022.

ويذكر أنّ هذا الحادث، ليس الأوّل من نوعه في مضيق جبل طارق، ففي عام 2022، تعرّض قارب بطول 15 متراً لهجوم مماثل من قبل حيتان قاتلة، ممّا أدّى إلى إغراقه.