اشتهرت في الآونة الأخيرة، عِدَّةُ مواقعٍ خاصّةٍ بالتّواصل الإجتماعي، إذ يأتي من بين هذه المواقع التي استقطبت عدداً كبيراً من الأشخاص، موقع “انستغرام” المُخصّص لمشاركة الصُّور ومقاطع الفيديو من الهاتف الذّكي، وعلى الرّغم من أنّ هذه المواقع، باتت رُكناً أساسيّاً من أركان الحياة الإجتماعيّة للأفراد، إلاّ أنّها تُشكِّلُ تهديداً كبيراً على الحياة النّفسية.
وبالنّسبة لتّدوينات الموقع الإليكتروني “إنستغرام”، فهي تمتازُ بالتنوّع، فضلاً عن كونها حافلةً بِطرُق إعداد وجبات غذائيّة، تجعل لُعابك يسيل من فَرْطِ شهيّتها، ناهيك عن مناظر طبيعية رائعة وآسرة، لأماكن مُختلفة في العالم، وكذا صُور شخصيّة تمّ التقاطُها ذاتيّاً -سيلفي- تكشِفُ عن وجوهٍ تبدو على درجةٍ عاليةٍ من الجمال، بحيثُ تَجعلُكَ إذا قارنتَ نفسك بها، تشعُرُ بأنّك مُجرَّدُ “غول” قبيح الطّلعَة.
بالفعل، هيَ مُقارنةٌ تسرِقُ الفرح من المُدمنِينَ على استخدمِ موقع “انستغرام”، حيثُ تبدو في العالم الإفتراضي الكائن على وسائل التّواصل الإجتماعي، الموازي لعالمنا الواقعي، حياةُ كُلِّ شخصٍ آخر يستخدمها وكأنها على درجةٍ كبيرةٍ من المثاليّة.
ومع أنّهُ ليس سرّاً؛ أنَّ مُعظمَ الصُّورِ المنشورةِ على هذه الوسائلِ ليسَت تلقائيّة، إنّمَا يتِمُّ إعدادُها بشكلٍ فنِّيٍّ أو مُصطنع، وأحياناً بإدخال تعديلاتٍ عليها بتطبيقاتٍ تِقنيَّة، إذ يتوقّفُ ذلك على طريقة استخدام الشّخص لوسائلِ التّواصُلِ الإجتماعي، الشّيءُ الذي يترُكُ تأثيراً سلبيّاً على الصحّةِ النّفسيّةِ للمُشاهد.
تجدُرُ الإشارة، ألى أنّ خبيرةَ الطبِّ النّفسي؛ “كارين كروميل”، ترى أنّهُ “يجب تذكُّرُ قاعدةٍ واحدَةٍ على الدّوام ووضعها فوق أيِّ اعتبارٍ آخرَ في العصر الافتراضي، وهي أنَّ الحياةَ الواقعيّةَ يجبُ أن تأتي في الأهميّة أوّلاً، وإلاّ فإنَّ الأمورَ ستتحوَّلُ إلى منحى خطير”.