بعد نحو 18 يوما من اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي عقب دخوله للقنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر، أقرّت المملكة العربية السعودية “موته” في القنصلية إثر “مشاجرة”، وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز سلسلة من الأوامر على إثر ذلك.
الاعلان وجد صداه داخل أواسط السياسات الخارجية الدولية، ودفع بعدد من الدّول إلى الخروج بتصريحات متفاوتة، كان أبرزها ما أكده الرئيس دونالد ترامب، على أن وزير الخارجية الأميركي “مايك بومبيو” لم يطّلع على تسجيلات، سرّبت تقارير تتعلق بقضية اختفاء المواطن السعودي “جمال خاشقجي”، كما نفت أنقرة تلك المعلومات.
من جانبه، كان قد أكّد الرّئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أن بلاده لاتتوفر على ما يكفي من المعلومات بخصوص اختفاء الصحافي السعودي “جمال خاشقجي”، لتبرير إفساد علاقتها ب “الرياض”. وأبلغ منتدى في منتجع سوتشي على البحر الأسود أن “موسكو” لا تعرف ما الذي حدث، وتأسف لاختفاء خاشقجي وستنتظر التفاصيل.
يأتي هذا، في الوقت الذي تعتزم فيه فرنسا، الحفاظ على علاقاتها المتينة مع السعودية، الشيء الذي يفسّر تريّث “ماكرون” الذي ينظر إلى القضية بهدوء وقلق شديدين، مع رغبة جامحة من جانبه في أن تبقى العلاقة قوية بين “فرنسا” و “السعودية”.
وأكد من جهته؛ وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية “أنور قرقاش”، رفضه التام للأحكام المسبقة، تعليقاً على ما اعتبره «أزمة»، وقال في تغريدة نشرها في حسابه الرسمي على «تويتر»، أنّ «هناك مشهدين في الأزمة» الأول يبحث عن الحقيقة «في خضم التسريبات والتسريبات المضادة»، والثاني «يسعى إلى النّيل من الرياض وموقعها»، واستطرد قائلاً : «نقف بصلابة ضد التسيّس والأحكام المسبقة»، وتابع مُرْدِفاً أنّ «أمن المنطقة واستقرارها ودورها في المحيط الدولي يعتمد على السعودية …» .
فضلا عن التصريحات الرّسمية لبعض رؤساء الدّول ووزرائها، توالت ردود جملة من الصحف الدولية والعالمية في ذات الصّدد، إلاّ أنّ هذه الأخيرة، سخِرتْ ممّا أقرّت به الرياض، حيث وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الرّواية السعودية حول موت خاشقجي بـ “الأكاذيب الصارخة جداً وغير القابلة للتصديق”.
واعتبرت “واشنطن بوست” الأميركية؛ أنّ البيان السعودي حول اختفاء الصحافي جمال خاشقجي “لن يخفف من المطالب الدولية بمحاسبة المملكة”، وكشفت أنّ “السي أي إيه” استمعت لتسجيلات صوتية تدلُّ على تقطيع خاشقجي “، زهز ما ستجعل من الصعب على البيت الأبيض قبول الرواية السعودية بأن وفاة خاشقجي كانت حادثة”.
فيما رأت “الاندبندنت البريطانية” من جهتها أنّ “تصرفات ترامب في الشرق الأوسط ستُؤدي إلى سقوطه”، فقد اعتبر الرئيس الأميركي أن الإعلان الذي أصدرته السعودية بشأن خاشقجي خطوة أولى جيدة وكبيرة، وأن التفسير السعودي موثوق به.
هذا، ولم تستسغ من جانبها “منظمة العفو الدولية”، ما صرّحت به “السعودية”، حيث شكّكت في حيادية التحقيق السعودي بشأن مقتل الصحافي “جمال خاشقجي”، بعد ساعات من إعلان الرياض لنتائجه.
لتظلّ الرّواية السّعوديّة حول مقتل الصحافي “جمال خاشقجي”، بين متريّث عن النّطق بحكمه، وداعم للرّواية وداحض لها .
تقرير أنجزه لأخبار تايم : عمار وعمـو