غادر حجّاج بيت الله الحرام مشعر عرفات، بعد أن وقفوا على صعيده الطّاهر، رافعين أكفّهم بالدّعوات تسبقها الدّموع والأمنيات، ليتوجّهوا مع غروب شمس اليوم إلى مشعر مزدلفة والمبيت فيه، والذي تهيأ لاستقبالهم بعد أن منَّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات.
ويجد حجّاج بيت الله، في استقبالهم مساء اليوم “مسجد المشعر الحرام” بمشعر مزدلفة، وسط الخدمات المتكاملة من كافّة أجهزة الدّولة المعنيّة بخدمة الحجّّاج، ويرتبط المسجد بالتاريخ الإسلامي، وهو المشار إليه في قوله تعالى: (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام).
وتعتبر “مزدلفة” ثالث المشاعر المقدّسة التي يمر بها الحجيج، في رحلة إيمانيّة يؤدّون فيها مناسك الحج، حيث تقع بين مشعري منى وعرفات، ويبيت الحجّاج بها بعد نفرتهم من عرفات، ثمّ يقيمون فيها صلاتيْ المغرب والعِشاء جمعاً وقصراً، ويجمعون فيها الحصى لرمي الجمرات في منى، ويمكث فيها الحجّاج حتّى صباح اليوم التّالي يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى.
إلى ذلك، أكّد وزير الحج والعمرة السّعودي توفيق الرّبيعة، نجاح خطط تصعيد الحجّاج من مكّة المكرّمة، ومشعر منى إلى عرفات، معلناً في الوقت ذاته نجاح الخطط الصحيّة للحجّاج في مشعر عرفات.
ونشرت الهيئة العامّة للإحصاء، في سياق متّصل، ” إحصاءات الحج” لهذا العام، مشيرةً إلى أنّ عدد حجّاج الدّاخل بلغ نحو 221،854 ألف حاج، فيما وصل عدد حجّاج الخارج إلى 1،611،310 حاج.