أعلنت منظّمة الصحّة العالميّة، أمس الأربعاء، بأنّ انتشار جدري القردة في إفريقيا بات يشكّل حالة طوارئ صحيّة عالميّة، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة.
وفي مؤتمرٍ صحفي، قال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، “اليوم، اِجتمعت لجنة الطّوارئ وأبلغتني، بأنّه من وجهة نظرها، يشكّل الوضع طارئة صحيّة عالميّة تثير القلق دوليًّا”.
وأعلنت الهيئة الصحيّة التّابعة للإتّحاد الإفريقي، أول أمس الثّلاثاء، حالة طوارئ صحيّة عامّة، وهو أعلى مستوى من التّأهّب، بسبب تفشّي مرض جدري القردة في القارّة، داعيةً إلى “التّحرّك” للحد من اِنتشاره.
وتثير سلالة جديدة من الفيروس، أكثر فتكًا وأكثر اِنتشارًا من السّلالات السّابقة، رصدت في جمهوريّة الكونغو الدّيموقراطيّة في شتنبر من سنة 2023، مخاوف من اِنتشار هذا الفيروس.
وذكر بلاغ لوزارة الصحّة المغربيّة، اليوم الخميس، أنّها قامت أيضًا بتحيين المخطّط الوطني للرّصد والإستجابة لهذا الوباء تبعًا لتطوّر الوضع الوبائي الدّولي، وكذا تطوّر المستوى المعرفي حول هذا المرض، وكذلك توصيات منظّمة الصحّة العالميّة.
وأضاف، أنّه تمّ وضع وتفعيل مخطّط وطني إستباقي منذ يونيو 2022، لافتًا إلى أنّ هذا المخطّط “مكّن من رصد 5 حالات إلى غاية شهر مارس من هذا العام، جلّها كانت واردة ولم ينتج عنها حالات عدوى لدى المخالطين، كما تميّزت بكونها هينّة من النّاحية الطبيّة وتعافت تمامًا دون أيّة مضاعفات. وطمأنت الوزارة عموم المواطنات والمواطنين بخصوص مستوى اليقظة والإستعداد بالمغرب، مؤكّدةً أنّها ستستمر في التّواصل والإخبار بكل مستجد.
جدري القردة (وكان يعرف باسم مونكي بوكس سابقًا)، يعدّ مرضًا معديًا يسبّبه فيروس ينتقل إلى الإنسان عن طريق حيوانات مصابة، كما يمكن أن ينتقل من إنسان إلى آخر عبر اتّصال جسدي وثيق. ويسبّب المرض حمّى وأوجاعًا عضليّة والتهابات جلديّة تشبه الدّمامل.
إلى ذلك، تمّ اكتشاف الفيروس للمرة الأولى لدى البشر سنة 1970 في جمهورية الكونغو الدّيموقراطيّة، مع المتحوّر الفرعي “كلاد1” الذي اقتصر حينها على بلدان في غرب ووسط إفريقيا، حيث انتقل المرض عبر الحيوانات المصابة.