عقود مرت على مدينة الطنطان، البقعة الجغرافية التي قدمة للصحراء أجيال من الأطر النخبوية، ولا تزال تتذكر أحد رجالات التعليم الذين طبعوا في ذاكرة يافعي الأمس و أطر اليوم ، ذكرى و صورة مشرقة عن “الأستاذ” خطت بأحرف عريضة معنى جديد للتعليم آنذاك
“ابراهيم جانا”، الإنسان قبل الأستاذ الذي ضحي بالغالي و النفيس، و بذل المجهودات من أجل تحفيز تلامذته، عبر تنظيم أنشطة متنوعة و عروض من أجل تطوير المستوى التعليمي لديهم، وهم يضيفون الآن لـ”أخبار تايم”.
المكان : إعدادية علال بن عبد الله، الزمان: موسم 1986-1987، أول تجربة لرجل قادم من مدينة “إنزكان” في مجال التعليم كأستاذ للغة العربية في السلك الإعدادي، بدأ مزاولته مهامه بعد تلقيه تكوينا في السلك التربوي، في ظل نظام للخدمة المدنية آن ذاك.
تجربة دامت لـ 35 سنة يضيف “جانا” الذي تلقى اتصالا هاتفياً مفاجئ من فريق “أخبار تايم”، طبعت في ذاكرة أجيال متلاحقة من تلاميذ الطنطان، الذين قدموا بدورهم كامل الشكر و العرفان في مناسبات، للأستاذ الذي لطالما كان قدوة حسنة لهم قولا و فعلا.
حبه للتدريس هو شيء بديهي، و احترامه لمشاعر التلاميذ كان من أهم الأولويات، هو ذاته الاحترام الذي جعله يحتفظ على بأرشيف لكافة التلاميذ الذين قام بتدريسهم على مدى مسيرته.
ابراهيم جانا المزداد 1959م بدواركلويت، جماعة تاركانتوشكا , إقليم اشتوكة آيت باها. تمكن من الانتقال إلى مدينة إنزكان لمتابعة دراسته الابتدائية، ليلتحق بمدرسة الموحدين، التي حصل منها على الشهادة الابتدائية سنة 1971 م، لينتقل إلى ثانوية عبد الله بن ياسين بإنزكان، التي حصل منها على شهادة الباكالوريا في الآداب العصرية سنة 1978م، ليسافر إلى الرباط لمتابعة دراسته الجامعية بكلية الآداب والعلوم الانسانية، حيث حصل على شهادة الإجازة في اللغة العربية وآدابها سنة 1983م .
التدريس بثانوية محمد الخامس بطانطان، كان له دور مهم في اكتساب تجربة أكبر طيلة أربع سنوات من التدريس بالسلك الثاني و التي من خلالها صقل معرفته بالمناهج التربوية والمقررات الدراسية في الإعدادي والثانوي.
سنة 1993م ، انتقل جانا إلى مدينة آيت باها للتدريس بإعدادية الفارابي، حيث قضى ما تبقى في مسيرته التربوية قبل أن يودع مهنة التدريس، بعد أن استفاد من التقاعد النسبي.
الدور الذي يقوم به الأستاذ في المدرسة، هو دور نبيل قد يرفع من مردودية منظومة بأكملها، مع الإشارة إلى أنه يمكن للأستاذ أن يطور من أدائه من أجل ترغيب تلامذته في مادته أو في التعليم، و ذلك من خلال خلق طرق و سبل للتلقين و دفع التلميذ للمشارقة و تطوير أدائه و حضوره عبر إجراء بحوث و عروض قد تساعد في هذا المنوال.
أعده لأخبار تايم / رشيد البكاي