نظمت النسخة الإنكليزية من القناة الرسمية التركية “تي آر تي وورلد”، دورات في الإعلام والرواية الصحفية، مخصصة للشبان اللاجئين القاطنين في الأراضي التركية، ممن لجأوا إليها نتيجة الحروب والصراعات الدائرة في بلدانهم.
القناة قدمت حتى الآن دورات في هذا المجال، لـ 350 شابا لاجئا داخل تركيا.
وتتواصل هذه الدورات التعليمية التي انطلقت العام الماضي، تحت شعار “الصحافة من أجل الشباب” ضمن إطار “مشروع المسؤولية الاجتماعية- World Citizen” التي تتبناها “تي آر تي وورلد”.
وتشمل الدورات المذكورة الشبان اللاجئين ممن يتلقون التعليم في المرحلة الثانوية ضمن مخيمات اللجوء.
ويقوم مراسلو ومحررو “تي آر تي وورلد” ممن اكتسبوا خبرات على المستوى الدولي، بتقديم دورات للشبان اللاجئين حول مواضيع صحفية مثل “الصحافة المتنقلة، ورواية القصص ومبادئ الصحافة”.
ويذكر الشبان الذين يخضعون لهذه الدورات، متابعتهم لما يتلقونه بدقة واهتمام، واعتزامهم ممارسة العمل الصحفي مستقبلاً.
وقالت منسقة المشروع، غولاي قابلان، إن العاملين في أقسام مختلفة لدى “تي آر تي وورلد”، قاموا بوضع مشاريع إنسانية عديدة ضمن إطار “مشروع المسؤولية الاجتماعية”.
وأضافت خلال حديثها للأناضول، أن مشروع “الصحافة من أجل الشباب” يأتي ضمن إطار المشاريع الإنسانية التي ينظمها الصحفيون المتطوعون لدى “تي آر تي وورلد”.
وحول انطلاقة المشروع، قالت “قابلان”: “إن تأمين استمرار فضول وهوايات الشبان يكمن وراء بداية المشروع. ولكون الصحافة تتركز على رواية القصص والأحداث، فإننا نعلّم هؤلاء الشبان كيفية روايتهم للأحداث والقصص التي عاشوها دون أن يحتاجوا للصحفيين الآخرين.”
وانتقدت اعتبار بعض الصحفيين الأطفال مجرد لاجئين، وصناعتهم لأخبارهم المتعلقة بأولئك الأطفال دون أن يتحاوروا أو أن يلامسوا شعورهم.
وذكرت أن “تي آر تي وورلد” تعمل على خلق هذا الفارق لدى عامليها وتجنيبهم الوقوع في أخطاء كهذه مع التركيز على الجانب الإنساني في العمل الصحفي، وذلك عبر تقديم الدعم والدورات التعليمية للشبان اللاجئين وتأمين تعبيرهم عن أنفسهم وآرائهم.
وأضافت: “هذا ما دفعنا لإطلاق هذا المشروع الصحفي الإنساني.”
وتابعت قائلة: “شملت دوراتنا التي بدأت العام الماضي في ولاية غازي عنتاب التركية، كلاً من ولايات شانلي أورفة، وكيليس، وهطاي، وقهرمان مرعش ومالاطيا، واستطعنا تدريب 350 شابا لاجئا. ونستهدف مواصلة الدورات لتشمل كافة مخيمات اللجوء الموجودة على الأراضي التركية.”
وأوضحت “قابلان” أن الدورات المذكورة لا تقتصر على اللاجئين السوريين فقط، بل على الأفغان، والعراقيين وغيرهم.
وأشارت إلى عدم اكتفائهم بالداخل التركي، واعتزامهم التوجه إلى خارج البلاد لتقديم دورات مماثلة هناك أيضاً.
من جهتها، أعربت السورية مرح سليمان (17 عاماً)، عن سعادتها لتلقي التعليم ضمن دورة “الصحافة من أجل الشباب”، موضحة تعلمهم كيفية كتابة الأخبار ورواية الأحداث.
بدورها قالت سارة روشان (17 عاماً)، إنها تخضع للدورة الصحفية المذكورة، وتعتزم ممارسة العمل الصحفي مستقبلاً.